الأدب الديني والاحتياط العلمي يقتضيانأن يقول: إن مقتضى هذه الآية هو هذا، أو انمقتضى هذه الرواية هو هكذا، لا أن يقول:الإسلام يقول هكذا. وإذا أراد نقل رأيالإسلام لا يسنده إلى نفسه. وينقل حصيلةتحقيق المحققين الذين قطعوا هذه المراحلالاستنباطية الست، ويقول ان محققينا كانهذا رأيهم، وان: نظر الإسلام في هذا المجالهو هذا.
دور العقل والاجماع في تبيين المعارفالإسلامية:
طبعاً ان المحقق لا يغفل عن (العقل) و(الاجماع) في جميع المراحل المذكورة، رغمان هاتين المسألتين تعودان إلى مقامالإثبات، لأن حجية الاجماع تعود إلى حجيةالسنة والعترة، لأنه يلزم في الاجماعحيثيتان:
1 ـ ان يكون كاشفاً عن رأي المعصوم عليهالسلام أو يكون المعصوم نفسه (سلام اللهعليه) داخلاً بين المجمعين.
2 ـ بعد أن يكشف الاجماع عن رأي المعصوم،فان العقل يحكم بأن الكاشف عن رأي المعصومهو حجة، أو إذا كان داخلاً في المجمعين فانالعقل يقول: إن رأي المعصوم يعطي قيمةلأراء الآخرين ويجعلها حجة.
فنتيجة الاجماع تعود إلى السنة من ناحية ـبلحاظ المكشوف ـ وتعود إلى العقل من ناحيةأخرى.
وأما (العقل) فرغم أنه قوة قوية في مقامالاستدلال، ولكن إذا تولى العقل مسألة أوقضية، وكانت تلك المسألة واردة في بيانالقرآن والعترة أما بصراحة، أو بنحوالالتزام، أو بنحو الملازمة لهذا فرغم أنمصادر الاستدلال هي الكتاب والسنةوالاجماع والعقل، ولكن حجية العقلوالاجماع تعودان إلى حجية الكتاب والسنة؛لأن العقل معتبر في مقام الإثبات وليسلديه رأي يخصه، وإذا قدم رأياً من عنده فيبعض الحالات