مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 1 -صفحه : 398/ 177
نمايش فراداده

أن من أسلم بعد نفاقه و عناده كان ثوابهأنقص و أجره أقل فأخبر الله بهذه الآيةأنهم سواء في الأجر و الثواب و قوله«بِاللَّهِ» أي بتوحيد الله و صفاته وعدله «وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ» يعني يومالقيامة و البعث و النشور و الجنة و النار«وَ عَمِلَ صالِحاً» أي عمل ما أمره اللهبه من الطاعات و إنما لم يذكر ترك المعاصيلأن تركها من الأعمال الصالحة «فَلَهُمْأَجْرُهُمْ» أي جزاؤهم و ثوابهم «عِنْدَرَبِّهِمْ» أي معد لهم عنده و قوله «وَ لاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْيَحْزَنُونَ» مضى تفسيره قبل و قيل معناهلا خوف عليهم فيما قدموا و لا هم يحزنونعلى ما خلفوا و قيل لا خوف عليهم في العقبيو لا يحزنون على الدنيا و في هذه الآيةدلالة على أن الإيمان هو التصديق والاعتقاد بالقلب لأنه تعالى قال: «مَنْآمَنَ بِاللَّهِ» ثم عطف عليه بقوله «وَعَمِلَ صالِحاً» و من حمل ذلك على التأكيدأو الفضل فقد ترك الظاهر و كل شي‏ءيذكرونه مما عطف على الأول بعد دخوله فيهمثل قوله «فِيهِما فاكِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَرُمَّانٌ» و إذ أخذنا من النبيين ميثاقهمو منك و من نوح فإن جميع ذلك على سبيلالمجاز و الاتساع و لو خلينا و الظاهرلقلنا أنه ليس بداخل في الأول.

سورة البقرة (2): آية 63

وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ماآتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَ اذْكُرُوا مافِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)

اللغة

الميثاق هو مفعال من الوثيقة أما بيمين وأما بعهد أو غير ذلك من الوثائق و الطورالجبل في اللغة قال العجاج:


  • داني جناحيه من الطور فمر تقضي البازيإذ البازي كسر

  • تقضي البازيإذ البازي كسر تقضي البازيإذ البازي كسر

و قيل أنه اسم جبل بعينه ناجى الله عليهموسى (ع) عن ابن عباس و القوة القدرة و هيعرض يصير به الحي قادرا و كل جسم قادربقدرة لا يصح منه فعل الجسم و الأخذ ضدالإعطاء و أصل خذ أؤخذ و كذا كل أصله أؤكل وإنما لزم الحذف فيها تخفيفا لكثرةالاستعمال و كذلك مر و قد جاء فيه أومر علىالأصل.

الإعراب‏

«خُذُوا ما آتَيْناكُمْ» محله نصب علىتقدير و قلنا لكم خذوا كما تقول أوجبت عليهقم أي أوجبت عليه فقلت قم قال الفراء أخذالميثاق قول و لا حاجة بالكلام‏