مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 1 -صفحه : 398/ 321
نمايش فراداده

سورة البقرة (2): آية 139

قُلْ أَ تُحَاجُّونَنا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنا وَ رَبُّكُمْ وَ لَناأَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139)

اللغة

الحجاج و الجدال و الخصام نظائر و الأعمالو الأحداث و الأفعال نظائر و الإخلاص والإفراد و الاختصاص نظائر و ضد الخالصالمشوب.

الإعراب‏

«وَ هُوَ رَبُّنا وَ رَبُّكُمْ» المبتدأو خبره في موضع نصب على الحال و العامل فيهتحاجون و ذو الحال الواو «وَ لَناأَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ»مبتدءان و خبران و الجملتان في موضع نصبعلى الحال بالعطف على «هُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ» «وَ نَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ»كذلك.

المعنى‏

أمر الله سبحانه نبيه (ع) في هذه الآية أنيقول لهؤلاء اليهود و غيرهم «أَتُحَاجُّونَنا فِي اللَّهِ» و معناه فيدين الله أي أ تخاصموننا و تجادلوننا فيه وهو سبحانه خالقنا و المنعم علينا و خالقكمو المنعم عليكم و اختلف في محاجتهم كيف كانفقيل كانت محاجتهم للنبي (ع) أنهم يزعمونأنهم أولى بالحق لتقدم النبوة فيهم والكتاب و قيل بل كانت محاجتهم أنهم قالوانحن أحق بالإيمان من العرب الذين عبدواالأوثان و قيل كانت محاجتهم أنهم قالوا يامحمد إن الأنبياء كانوا منا و لم يكن منالعرب نبي فلو كنت نبيا لكنت منا و قالالحسن كانت محاجتهم أن قالوا نحن أولىبالله منكم و قالوا نَحْنُ أَبْناءُاللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ و قالوا لَنْيَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَهُوداً أَوْ نَصارى‏ و كان غرضهم بذلك أنالدين يلتمس من جهتهم و أن النبوة أولى أنتكون فيهم فبين سبحانه أنه أعلم بتدبيرخلقه بقوله «وَ هُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ» أي خالقنا و خالقكم فهو أعلمحيث يجعل رسالته و من الذي يقوم بأعبائها ويتحملها على وجه يكون أصلح للخلق و أولىبتدبيرهم و قوله «وَ لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ» أي لنا ديننا و لكمدينكم و قيل معناه ما علينا مضرة منأعمالكم و ما لكم منفعة من أعمالنا فضررأعمالكم عليكم و نفع أعمالنا لنا و قيل إنهإنكار لقولهم إن العرب تعبد الأوثان وبيان لأن لا حجة فيه إذ كل مأخوذ بما كسبتيداه و لا يؤخذ أحد بجرم غيره و قوله «وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ» أي موحدون والمراد بذلك أن المخلص أولى بالحق منالمشرك و قيل معناه الرد عليهم ما احتجوابه من عبادة العرب للأوثان فكأنه قال لاعيب علينا في ذلك إذا كنا موحدين كما لاعيب عليكم بفعل من عبد العجل من أسلافكمإذا اعتقدتم الإنكار عليهم في ذلك.