مجاهد و عكرمة و قيل كل شيء سوى الثقلينالجن و الإنس عن ابن عباس و قيل إذا تلا عنالرجلان رجعت اللعنة على المستحق لها فإنلم يستحقها واحد منهما رجعت على اليهودالذين كتموا ما أنزل الله عن ابن مسعود فإنقيل كيف يصح ذلك على قول من قال المرادباللاعنين البهائم و هذا الجمع لا يكونإلا للعقلاء قيل لما أضيف إليها فعل مايعقل عوملت معاملة من يعقل كقوله سبحانهوَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْلِي ساجِدِينَ و إنما أضيف اللعن إلى من لايعقل لأن الله يلهمهم اللعن عليهم لما فيذلك من الزجر عن المعاصي لأن الناس إذاعلموا أنهم إذا عملوا هذه المعاصي استحقوااللعن حتى أنه يلعنهم الدواب و الهوام كانلهم في ذلك أبلغ الزجر و قيل إنما يكون ذلكفي الآخرة يكمل الله عقولها فتلعنهم و فيهذه الآية دلالة على أن كتمان الحق معالحاجة إلى إظهاره من أعظم الكبائر و أن منكتم شيئا من علوم الدين و فعل مثل فعلهمفهو مثلهم في عظم الجرم و يلزمه كما لزمهمالوعيد و قد روي عن النبي (ص) أنه قال من سئل عن علميعلمه فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام مننار و فيها أيضا دلالة على وجوب الدعاء إلىالتوحيد و العدل لأن في كتاب الله تعالى مايدل عليهما تأكيدا لما في العقول منالأدلة.
إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَ أَصْلَحُواوَ بَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُعَلَيْهِمْ وَ أَنَا التَّوَّابُالرَّحِيمُ (160)
التوبة هي الندم الذي يقع موقع التنصل منالشيء و ذلك بالتحسر على مواقعته و العزمعلى ترك معاودته إن أمكنت المعاودة واعتبروا قوم ترك المعاودة على مثله فيالقبح و هذا أقوى لأن الأمة أجمعت على سقوطالعقاب عند هذه التوبة و فيما عداها خلاف وإصلاح العمل هو إخلاصه من قبيح ما يشوبه والتبيين هو التعريض للعلم الذي يمكن بهصحة التمييز من البين الذي هو القطع.
موضع الذين نصب على الاستثناء من الكلامالموجب و معنى الاستثناء الاختصاصبالشيء دون غيره فإذا قلت جاءني القومإلا زيدا فقد اختصصت زيدا بأنه لم يجيء وإذا قلت ما جاءني إلا زيد فقد اختصصتهبالمجيء و إذا قلت ما جاءني زيد إلاراكبا فقد اختصصته بهذه الحالة دون غيرهامن المشي و العدو و غيرهما.
ثم استثنى الله سبحانه في هذه الآية منتاب و أصلح و بين من جملة من