مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 1 -صفحه : 398/ 59
نمايش فراداده

و الربح الزيادة على رأس المال و منه (و مننجا برأسه فقد ربح) و التجارة التعرض للربحفي البيع و قوله «فَما رَبِحَتْتِجارَتُهُمْ» أي فما ربحوا في تجارتهم والعرب تقول ربح بيعك و خسر بيعك و خاب بيعكعلى معنى ربحت في بيعك و إنما أضافوا الربحإلى التجارة لأن الربح يكون فيها.

الإعراب‏

«أُولئِكَ» موضعه رفع بالابتداء و خبره«الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَبِالْهُدى‏» و ما حرف نفي و كان صورتهصورة الفعل و يستعمل على نحوين أحدهما أنلا يدل على حدث بل يدل على زمان مجرد مثلكان زيد قائما فإذا استعمل على هذا فلا بدله من خبر لأن الجملة غير مكتفية بنفسهافيزداد خبر حديثا عن الاسم و يكون اسمه وخبره في الأصل مبتدأ و خبرا فيجب لذلك أنيكون خبره هو الاسم أو فيه ذكر منه كما أنفي الآية الواو في موضع الرفع لأنه اسم كانو مهتدين منصوب بأنه خبره و الياء فيهعلامة النصب و الجمع و حرف الإعراب و النونعوض من الحركة و التنوين في الواحد و كانفي الأصل مهتديين سكنت الياء الأولى التيهي لام الفعل استثقالا للحركة عليها ثمحذفت لالتقاء الساكنين و فتحت النون فرقابينها و بين نون التثنية و الآخر من نحويكان ما هو فعل حقيقي يدل على زمان و حدثكقوله تعالى: «إِلَّا أَنْ تَكُونَتِجارَةً» أي تحدث فإذا استعمل هكذا فهيجملة مستقلة لا تحتاج إلى خبر.

المعنى‏

أشار إلى من تقدم ذكرهم من المنافقينفقال: «أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاالضَّلالَةَ بِالْهُدى‏» قال ابن عباسأخذوا الضلالة و تركوا الهدى و معناهاستبدلوا الكفر بالإيمان و متى قيل كيفقال ذلك و إنما كانوا منافقين و لم يتقدمنفاقهم إيمانا فنقول للعلماء فيه وجوه(أحدها) أن المراد باشتروا استحبوا واختاروا لأن كل مشتر مختار ما في يدي صاحبهعلى ما في يديه عن قتادة (و ثانيها) أنهم ولدوا على الفطرة كما جاء في الخبر فتركوا ذلك إلى الكفر فكأنهم استبدلوه به(و ثالثها) أنهم استبدلوا بالإيمان الذيكانوا عليه قبل البعثة كفرا لأنهم كانوايبشرون بمحمد و يؤمنون به (ص) فلما بعثكفروا به فكأنهم استبدلوا الكفر بالإيمانعن الكلبي و مقاتل و قوله «فَما رَبِحَتْتِجارَتُهُمْ» أي خسروا في استبدالهمالكفر بالإيمان و العذاب بالثواب و قوله:«وَ ما كانُوا مُهْتَدِينَ» أي مصيبين فيتجارتهم كأصحاب محمد (ص) و قيل أراد سبحانهأن ينفي عنهم‏