لبثه عرض و منه العرض الذي هو خلاف الجوهرعند المتكلمين لأنه ما لا يجب له من اللبثما يجب للأجسام و العرض ما يعرض للإنسان منمرض أو غيره.
تبتغون في موضع نصب على الحال من الواو فيتقولوا و الكاف من كذلك في موضع نصب بكونهخبر كان من كنتم.
قيل نزلت في أسامة بن زيد و أصحابه بعثهمالنبي في سرية فلقوا رجلا قد انحاز بغنم لهإلى جبل و كان قد أسلم فقال لهم السلامعليكم لا إله إلا الله محمد رسول الله فبدرإليه أسامة فقتله و استاقوا غنمه عن السديو روي عن ابن عباس و قتادة أنه لما نزلتالآية حلف أسامة أن لا يقتل رجلا قال لاإله إلا الله و بهذا اعتذر إلى علي لماتخلف عنه و إن كان عذره غير مقبول لأنه قددل الدليل على وجوب طاعة الإمام في محاربةمن حاربه من البغاة لا سيما و قد سمع النبي يقول حربك يا علي حربي و سلمكسلمي و قيل نزلت في محلم بن جثامة الليثي و كانبعثه النبي (ص) في سرية فلقيه عامر بنالأضبط الأشجعي فحياه بتحية الإسلام و كانبينهما إحنة فرماه بسهم فقتله فلما جاءإلى النبي جلس بين يديه و سأله أن يستغفرله فقال (ص) لا غفر الله لك فانصرف باكيافما مضت عليه سبعة أيام حتى هلك فدفنفلفظته الأرض فقال (ص) لما أخبر به أن الأرض تقبل من هوشر من محلم صاحبكم و لكن الله أراد أن يعظممن حرمتكم ثم طرحوه بين صدفي جبل و ألقوا عليهالحجارة فنزلت الآية عن الواقدي و محمد بنإسحاق بن يسار روياه عن ابن عمر و ابنمسعود و ابن حدرد و قيل كان صاحب السريةالمقداد عن سعيد بن جبير و قيل أبو الدرداءعن ابن زيد.
لما بين تعالى أحكام القتل و أنواعه عقبذلك بالأمر بالتثبت و التأني حتى لا يفعلما يعقب الندامة فقال «يا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ» أيصرتم و سافرتم «فِي سَبِيلِ اللَّهِ»للغزو و الجهاد «فَتَبَيَّنُوا» أي ميزوابين الكافر و المؤمن و بالثاء و التاءتوقفوا و تأنوا حتى تعلموا من يستحق القتلو المعنيان متقاربان و المراد بهما لاتعجلوا في القتل لمن أظهر السلام ظنا منكمبأنه لا حقيقة لذلك «وَ لا تَقُولُوالِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ»أي حياكم بتحية أهل الإسلام أو من استسلملكم فلم يقاتلكم مظهرا أنه من أهل ملتكم«لَسْتَ