مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 137
نمايش فراداده

مُؤْمِناً» أي ليس لإيمانك حقيقة و إنماأسلمت خوفا من القتل أو لست بأمن«تَبْتَغُونَ» أي تطلبون «عَرَضَالْحَياةِ الدُّنْيا» يعني الغنيمة والمال و متاع الحياة الدنيا الذي لا بقاءله «فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُكَثِيرَةٌ» أي في مقدوره فواضل و نعم و رزقإن أطعتموه فيما أمركم به و قيل معناه ثوابكثير لمن ترك قتل المؤمن «كَذلِكَكُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ» اختلف في معناهفقيل كما كان هذا الذي قتلتموه مستخفيا فيقومه بدينه خوفا على نفسه منهم كنتم أنتممستخفين بأديانكم من قومكم حذرا علىأنفسكم عن سعيد بن جبير و قيل كما كان هذاالمقتول كافرا فهداه الله كذلك كنتم كفارافهداكم الله عن ابن زيد و الجبائي و قيلكذلك كنتم أذلاء و آحادا إذا سار الرجلمنكم وحده خاف أن يختطف عن المغربي«فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ» فيه قولان(أحدهما) فمن الله عليكم بإظهار دينه وإعزاز أهله حتى أظهرتم الإسلام بعد ماكنتم تكتمونه من أهل الشرك عن سعيد بن جبيرو قيل معناه فتاب الله عليكم«فَتَبَيَّنُوا» أعاد هذا اللفظ للتأكيدبعد ما طال الكلام و قيل الأول معناهتبينوا حاله و الثاني معناه تبينوا هذهالفوائد بضمائركم و اعرفوها و ابتغوها«إِنَّ اللَّهَ كانَ» أي لم يزل «بِماتَعْمَلُونَ» أي بما تعملونه «خَبِيراً»عليما قبل أن تعملوه.

سورة النساء (4): الآيات 95 الى 96

لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَالْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِوَ الْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِبِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فَضَّلَاللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْوَ أَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَدَرَجَةً وَ كُلاًّ وَعَدَ اللَّهُالْحُسْنى‏ وَ فَضَّلَ اللَّهُالْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَأَجْراً عَظِيماً (95) دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً وَ كانَ اللَّهُغَفُوراً رَحِيماً (96)

القراءة

قرأ أهل المدينة و الشام و الكسائي و خلفغير أولي الضرر بنصب الراء و الباقونبالرفع.

الحجة‏

فالرفع على أن يجعل غير صفة للقاعدين عندسيبويه و كذلك قال في غَيْرِ الْمَغْضُوبِعَلَيْهِمْ أنه صفة ل الَّذِينَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ و منه قول لبيد: