صالح عن ابن عباس و كرهوا الإخصاء فيالبهائم و قيل أنه الوشم عن ابن مسعود وقيل إنه أراد الشمس و القمر و الحجارةعدلوا عن الانتفاع بها إلى عبادتها عنالزجاج «وَ مَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَوَلِيًّا» أي ناصرا و قيل ربا يطيعه «مِنْدُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناًمُبِيناً» أي ظاهرا و أي خسران أعظم مناستبدال الجنة بالنار و أي صفقة أخسر مناستبدال رضاء الشيطان برضاء الرحمن«يَعِدُهُمْ» الشيطان أن يكون لهم ناصرا«وَ يُمَنِّيهِمْ» الأكاذيب و الأباطيل وقيل معناه يعدهم الفقر إن أنفقوا مالهم فيأبواب البر و يمنيهم طول البقاء في الدنياو دوام النعيم فيها ليؤثروها على الآخرة«وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّاغُرُوراً» أي لا يكون لما يعدهم و يمنيهمأصل و حقيقة و الغرور إيهام النفع فيما فيهضرر «أُولئِكَ» إشارة إلى الذين اتخذواالشيطان وليا من دون الله فاغتروا بغرورهو تابعوه فيما دعاهم إليه «مَأْواهُمْ»مستقرهم جميعا «جَهَنَّمُ وَ لايَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً» أي مخلصا و لامهربا و لا معدلا.
وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍتَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُخالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِحَقًّا وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِقِيلاً (122)
قد مر تفسير صدر الآية في هذه السورة وقوله «وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِقِيلًا» و من أصدق من الله حديثا و نحوهبإشمام الزاي كوفي غير عاصم و رويس والباقون بالصاد و قد ذكرنا الوجه عند ذكرالصراط في الفاتحة و قوله «وَعْدَاللَّهِ» نصب على المصدر و تقديره وعدالله ذلك وعدا فهو مصدر دل معنى الكلامالذي تقدم على فعله الناصب له و «حَقًّا»أيضا مصدر مؤكد لما قبله كأنه قال أحقه حقاو «قِيلًا» منصوب على التمييز كما يقال هوأكرم منك فعلا و معناه وعد الله ذلك وعداحقا لا خلاف فيه «وَ مَنْ أَصْدَقُ»استفهام فيه معنى النفي أي لا أحد أصدق منالله قولا فيما أخبره و وعدا فيما وعده.