مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 207
نمايش فراداده

سورة النساء (4): آية 163

إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَماأَوْحَيْنا إِلى‏ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى‏ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَ عِيسى‏ وَ أَيُّوبَ وَيُونُسَ وَ هارُونَ وَ سُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (163)

القراءة

قرأ حمزة و خلف زبورا بضم الزاي حيث وقعت والباقون «زَبُوراً» بفتحها.

الحجة‏

زبورا يجوز أن يكون جمع زبور بحذف الزيادةو مثله تخوم و تخوم و عذوب و عذوب و لا نظيرلهذه الثلاثة و يجوز أن يكون جمع زبر بمعنىالمزبور كقولهم ضرب الأمير و فسخ اليمين.

اللغة

و الزبر أحكام العمل في البئر خاصة يقالبئر مزبور أي مطوية بالحجارة و يقال مالفلان زبر أي عقل و زبرة من الحديد قطعةمنه و جمعه زبر و زبرت الكتاب أزبره زبرا وزبرته أزبره زبرا أي كتبته.

المعنى

ثم خاطب سبحانه نبيه بقوله «إِنَّاأَوْحَيْنا إِلَيْكَ» يا محمد قدمه فيالذكر و إن تأخرت نبوته لتقدمه في الفضل«كَما أَوْحَيْنا إِلى‏ نُوحٍ» و قدمنوحا لأنه أبو البشر كما قال و جعلنا ذريتههم الباقين و قيل لأنه كان أطول الأنبياءعمرا و كانت معجزته في نفسه لبث في قومهألف سنة إلا خمسين عاما لم يسقط له سن و لمتنقص قوته و لم يشب شعره و قيل لأنه لميبالغ أحد منهم في الدعوة مثل ما بالغ فيهاو لم يقاس أحد من قومه ما قاساه و هو أول منعذبت أمته بسبب أن ردت دعوته «وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ» أي وأوحينا إلى النبيين من بعد نوح «وَأَوْحَيْنا إِلى‏ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ»أعاد ذكر هؤلاء بعد ذكر النبيين تعظيمالأمرهم و تفخيما لشأنهم «وَ الْأَسْباطِ»و هم أولاد يعقوب و قيل أن الأسباط في ولدإسحاق كالقبائل في ولد إسماعيل و قد بعثمنهم عدة رسل كيوسف و داود و سليمان و موسىو عيسى فيجوز أن يكون أراد بالوحي إليهمالوحي إلى الأنبياء منهم كما تقول أرسلتإلى بني تميم إذا أرسلت إلى وجوههم و لميصح أن الأسباط الذين هم إخوة يوسف كانواأنبياء «وَ عِيسى‏ وَ أَيُّوبَ وَيُونُسَ وَ هارُونَ وَ سُلَيْمانَ» و قدمعيسى على أنبياء كانوا قبله لشدة العناية