بأمره لغلو اليهود في الطعن فيه و الواولا يوجب الترتيب «وَ آتَيْنا داوُدَزَبُوراً» أي كتابا يسمى زبورا و اشتهر بهكما اشتهر كتاب موسى بالتوراة و كتاب عيسىبالإنجيل.
النظم هذه الآية تتصل بما قبلها من قوله«يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْتُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَالسَّماءِ» و هذا يدل على أنهم قد سألوه مايدل على نبوته فأخبر سبحانه أنه أرسله كماأرسل من تقدمه من الأنبياء و أظهر على يدهالمعجزات كما أظهرها على أيديهم و قيل أناليهود لما تلا النبي عليهم تلك الآياتقالوا ما أنزل الله على بشر من شيء بعدموسى فكذبهم الله بهذه الآيات إذ أخبر أنهقد أنزل على من بعد موسى من الذين سماهم وممن لم يسمهم عن ابن عباس.
وَ رُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَمِنْ قَبْلُ وَ رُسُلاً لَمْنَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَ كَلَّمَاللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً (164) رُسُلاًمُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ لِئَلاَّيَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌبَعْدَ الرُّسُلِ وَ كانَ اللَّهُعَزِيزاً حَكِيماً (165)
«وَ رُسُلًا» منصوب من وجهين (أحدهما) أنيكون منصوبا بفعل مضمر يفسره الذي ظهر أي وقصصنا رسلا قد قصصناهم عليك كما تقول رأيتزيدا و عمرا أكرمته أي و أكرمت عمرا أكرمتهو يجوز أن ينصب رسلا على معنى أوحينا لأنمعنى أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أنا أرسلناكموحين إليك و أرسلنا رسلا قد قصصناهم عليكهذا قول الزجاج و قال الفراء أنه على تقديرإنا أوحينا إليك و إلى رسل قد قصصناهم عليكو رسلا لم نقصصهم فلما حذف إلى نصب الفعل،«رُسُلًا مُبَشِّرِينَ» منصوب على الحالو يجوز أن يكون منصوبا على المدح على تقديرأعني رسلا مبشرين.
ثم أجمل ذكر الرسل بعد تسمية بعضهم فقال«وَ رُسُلًا» أي و رسلا آخرين «قَدْقَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ» أي ما حكينا لكأخبارهم و عرفناك شأنهم و أمورهم من قبلقال بعضهم قصهم عليه بالوحي في غير القرآن«مِنْ قَبْلُ» ثم قصهم عليه من بعد فيالقرآن و قال بعضهم قصهم عليه من قبل هؤلاءبمكة في سورة الأنعام و في غيرها لأن هذه