مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 211
نمايش فراداده

زوالا بعيدا عن الرشاد «إِنَّ الَّذِينَكَفَرُوا» جحدوا رسالة محمد «وَظَلَمُوا» محمدا بتكذيبهم إياه و مقامهمعلى الكفر على علم منهم بظلمهم أولياءالله حسدا لهم و بغيا عليهم «لَمْ يَكُنِاللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ» أي لم يكنالله ليعفو لهم عن ذنوبهم بترك عقابهمعليها «وَ لا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً»أي لا يهديهم إلى طريق الجنة لأن الهدايةإلى طريق الإيمان قد سبقت و عم الله بهاجميع المكلفين «إِلَّا طَرِيقَجَهَنَّمَ» معناه لكن يهديهم طريق جهنمجزاء لهم على ما فعلوه من الكفر و الظلم«خالِدِينَ فِيها» أي مقيمين فيها«أَبَداً وَ كانَ ذلِكَ» أي تخليد هؤلاءالذين وصفهم في جهنم «عَلَى اللَّهِيَسِيراً» لأنه إذا أراد ذلك لم يقدر علىالامتناع منه أحدا.

النظم‏ و اتصال هذه الآيات بما قبلها اتصالالنقيض على جهة المقابلة لأن ما قبلهايتضمن الشهادة له بالنبوة تسلية له عمالحقه من تكذيب الكفار و هذه الآيات تتضمنتخير الكفار بذهابهم من الرشد.

سورة النساء (4): آية 170

يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُالرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْفَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَ إِنْتَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِيالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ كانَاللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (170)

الإعراب

الباء في قوله «بِالْحَقِّ» للتعديةكهمزة أفعل تقول جئت لي عمرو و أجاءني زيدو جاء بي إلى عمرو و قوله «خَيْراً لَكُمْ»قال الزجاج اختلفوا في نصب خيرا فقالالكسائي انتصب بخروجه عن الكلام كقولهملتقومن خيرا لك و انته خيرا لك فإذا كانالكلام ناقصا رفعوا فقالوا إن تنته خير لكقال الفراء انتصب هذا و قوله انْتَهُواخَيْراً لَكُمْ لأنه متصل بالأمر و لم يقلهو و لا الكسائي من أي المنصوبات هو و لاشرحاه و قال الخليل و جميع البصريين أن هذامحمول على معناه لأنك إذا قلت انته خيرا لكفأنت تدفعه عن أمر و تدخله في غيره كأنكقلت انته و ائت خيرا لك و أدخل فيما خير لكو أنشد سيبويه قول عمر بن أبي ربيعة:

فواعدته سرحتي مالك أو الربى بينهماأسهلا