قيل أن جماعة من اليهود دخلوا على رسولالله (ص) فقال النبي لهم إني أعلم أنكمتعلمون أني رسول الله فقالوا لا نعلم ذلك ولا نشهد به فأنزل الله تعالى هذه الآية.
المعنى
ثم قال سبحانه بعد إنكارهم و جحودهم«لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَإِلَيْكَ» معناه إن لم يشهد لك هؤلاءبالنبوة فالله يشهد لك بذلك قال الزجاج والشاهد هو المبين لما يشهد به و اللهسبحانه يبين ما أنزل على رسوله (ص) بنصبالمعجزات له و يبين صدقه بما يغني عن بيانأهل الكتاب «أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ»معناه أنزل القرآن و هو عالم بأنك موضعلإنزاله عليك لقيامك فيه بالحق و دعائكالناس إليه و قيل معناه أنزل القرآن الذيفيه علمه عن الزجاج «وَ الْمَلائِكَةُيَشْهَدُونَ» بأنك رسول الله و إن القرآننزل من عند الله «وَ كَفى بِاللَّهِشَهِيداً» معناه أن شهادة الله تكفي فيتثبيت المشهود به و لا يحتاج معها إلىشهادة و في هذه الآية تسلية النبي علىتكذيب من كذبه و لا يصح قول من استدل على أنالله سبحانه عالم بعلم بما في هذه الآية منقوله «أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ» لأنه لوأراد بالعلم ما ذهبوا إليه من كونه ذاتاسواه لوجب أن يكون آلة له في الإنزال كمايقال كتبت بالقلم و عمل النجار بالقدوم ولا خلاف أن العلم ليس بآلة في الإنزال.
«إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا» بأنفسهم «وَصَدُّوا» غيرهم «عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ»عن الدين الذي بعثك الله به إلى خلقه «قَدْضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً» يعني جاوزواعن قصد الطريق جوازا شديدا و زالوا عنالحجة التي هي دين الله الذي ارتضاهلعباده و بعثك به إلى خلقه