سورة النساء (4): آية 48 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
(و ثالثها) أن معناه نجعل في وجوههم الشعركوجوه القرود عن الفراء و أبي القاسمالبلخي و الحسين بن علي المغربي (و رابعها)إن المراد حتى نمحو آثارهم من وجوههم أينواحيهم التي هم بها و هي الحجاز الذي هومسكنهم و نردها على أدبارها حتى يعودواإلى حيث جاءوا و هو الشام و حمله على إجلاءبني النضير إلى أريحا و أذرعات من الشام عنابن زيد و هذا أضعف الوجوه لأنه تركللظاهر. فإن قيل على القول الأول كيف أوعدسبحانه و لم يفعل فجوابه على وجوه أحدها أنهذا الوعيد كان متوجها إليهم لو لم يؤمنواحد منهم فلما آمن جماعة منهم كعبد اللهبن سلام و ثعلبة بن شعبة و أسد بن ربيعة وأسعد بن عبيدة و مخريق و غيرهم و أسلم كعبفي أيام عمر رفع العذاب عن الباقين و يفعلبهم ذلك في الآخرة على أنه سبحانه قال«أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا» والمعنى أنه يفعل أحدهما و قد لعنهم اللهبذلك و ثانيها أن الوعيد يقع بهم في الآخرةلأنه لم يذكر أنه يفعل بهم ذلك في الدنياتعجيلا للعقوبة ذكره البلخي و الجبائي وثالثها أن هذا الوعيد باق منتظر لهم و لابد من أن يطمس الله وجوه اليهود قبل قيامالساعة بأن يمسخها عن المبرد «أَوْنَلْعَنَهُمْ» أي نخزيهم و نعذبهم عاجلاعن أبي مسلم و قيل معناه نمسخهم قردة «كَمالَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ» يعني الذيناعتدوا في السبت عن السدي و قتادة و الحسنو إنما قال سبحانه «نَلْعَنَهُمْ» بلفظالغيبة و قد تقدم خطابهم لأحد أمرين إماللتصرف في الكلام كقوله «حَتَّى إِذاكُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ» فخاطب ثم قال وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ فكنىعنهم و أما لأن الضمير عائد إلى أصحابالوجوه لأنهم في حكم المذكورين «وَ كانَأَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا» فيه قولان-(أحدهما)- إن كل أمر من أمور الله سبحانه منوعد أو وعيد أو خبر فإنه يكون على ما أخبربه عن الجبائي- (و الآخر)- إن معناه أن الذييأمر به بقوله كن كائن لا محالة و في قولهسبحانه «مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَوُجُوهاً» دلالة على أن لفظة قبل تستعملفي الشيء أنه قبل غيره و لم يوجد ذلكلغيره و لا خلاف في أن استعماله يصح و لذلكيقال كان الله سبحانه قبل خلقه.
سورة النساء (4): آية 48
إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَبِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْيَشاءُ وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِفَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (48)اللغة
افترى اختلق و كذب و أصله من خلق الأديميقال فريت الأديم أفريه فريا إذا قطعتهعلى وجه الإصلاح و أفريته إذا قطعته علىوجه الإفساد.