اختلف العلماء في المائدة هل نزلت أم لافقال الحسن و مجاهد إنها لم تنزل و إنالقوم لما سمعوا الشرط استعفوا عن نزولهاو قالوا لا نريدها و لا حاجة لنا فيها فلمتنزل و الصحيح أنها نزلت لقوله تعالى«إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ» و لايجوز أن يقع في خبره الخلف و لأن الأخبار قد استفاضت عن النبي (ص) والصحابة و التابعين أنها نزلت قال كعب أنها نزلت يوم الأحد و لذلك اتخذهالنصارى عيدا و اختلفوا في كيفية نزولها وما عليها فروي عن عمار بن ياسر عن النبي قال نزلتالمائدة خبزا و لحما و ذلك لأنهم سألواعيسى (ع) طعاما لا ينفد يأكلون منها قالفقيل لهم فإنها مقيمة لكم ما لم تخونوا وتخبأوا و ترفعوا فإن فعلتم ذلك عذبتم قالفما مضى يومهم حتى خبأوا و رفعوا و خانوا و قال ابن عباس أن عيسى بن مريم قال لبنيإسرائيل صوموا ثلاثين يوما ثم اسألوا اللهما شئتم يعطيكم فصاموا ثلاثين يوما فلمافرغوا قالوا يا عيسى إنا لو عملنا لأحد منالناس فقضينا عمله لأطعمنا طعاما و إناصمنا و جعنا فادع الله أن ينزل علينا مائدةمن السماء فأقبلت الملائكة بمائدةيحملونها عليها سبعة أرغفة و سبعة أحواتحتى وضعوها بين أيديهم فأكل منها آخرالناس كما أكل أولهم و هو المروي عن أبيجعفر (ع) و روى عطاء بن السائب عن زاذان و ميسرةقالا كانت إذا وضعت المائدة لبني إسرائيلاختلف عليهم الأيدي من السماء بكل طعامإلا اللحم و روى سعيد بن جبير عن ابن عباسقال أنزل على المائدة كل شيء إلا الخبز واللحم و قال عطاء نزل عليها كل شيء إلاالسمك و اللحم و قال عطية العوفي نزل منالسماء سمكة فيها طعم كل شيء و قال عمار وقتادة كان عليها ثمر من ثمار الجنة و قالقتادة كانت تنزل عليهم بكرة و عشيا حيثكانوا كالمن و السلوى لبني إسرائيل و قاليمان بن رئاب كانوا يأكلون منها ما شاءوا وروى عطاء بن أبي رباح عن سلمان الفارسي أنهقال و الله ما تبع عيسى شيئا من المساوئ قطو لا انتهر