السوء القبيح الذي يواجه به صاحبه من ساءهيسوءه سوءا إذا واجهه بقبيح يكرهه و رجلسوء من شأنه أن يواجه الناس بالمكاره فأماالسيئة فهي نقيض الحسنة، و يجد أصله منالوجدان و هو الإدراك يقال وجدت الضالةوجدانا إذا أدركتها بعد ذهابك عنها و وجدتوجودا علمت و الوجود ضد العدم لأنه يظهربالوجود كظهوره بالإدراك و الكسب فعل يجربه نفع أو يدفع به ضر و لذلك لا يوصف سبحانهبه.
المعنى
ثم بين تعالى طريق التلافي و التوبة مماسبق منهم من المعصية فقال «وَ مَنْيَعْمَلْ سُوءاً» أي معصية أو أمرا قبيحا«أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ» بارتكاب جريمةو قيل يعمل سوءا بأن يسرق الدرع أو يظلمنفسه بأن يرمي بها بريئا و قيل المرادبالسوء الشرك و بالظلم ما دون الشرك«ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ» أي يتوبإليه و يطلب منه المغفرة «يَجِدِ اللَّهَغَفُوراً رَحِيماً» ثم بين الله تعالى أنجريمتهم و إن عظمت فإنها غير مانعة منالمغفرة و قبول التوبة إذا استغفروا وتابوا «وَ مَنْ يَكْسِبْ إِثْماًفَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ»ظاهر المعنى و نظيره لا تَكْسِبُ كُلُّنَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها مَنْ عَمِلَصالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَفَعَلَيْها «وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً»بكسبه «حَكِيماً» في عقابه و قيل عليما فيقضائه فيهم و قيل عليما بالسارق حكيما فيإيجاب القطع عليه ثم بين أن من ارتكب إثماثم قذف به غيره كيف يعظم عقابه فقال «وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً» أي يعمل ذنباعلى عمد أو غير عمد «أَوْ إِثْماً» أي ذنباتعمده و قيل الخطيئة الشرك و الإثم ما دونالشرك «ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً» ثمينسب ذنبه إلى بريء و قيل البريء هواليهودي الذي طرح عليه الدرع عن الحسن وغيره و قيل هو لبيد بن سهل و قد مضى ذكرهماقبل و قوله «ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً»اختلف في الضمير الذي هو الهاء في به فقيليعود إلى الإثم أي بالإثم و قيل إلى واحدمنهما و قيل يعني يكسبه «فَقَدِ احْتَمَلَبُهْتاناً» كذبا عظيما يتحير من عظمه «وَإِثْماً مُبِيناً» أي ذنبا ظاهرا بينا وفي هذه الآيات دلالة على أنه تعالى لا يجوزأن يخلق