الحلف القسم و منه الحليف لتحالفهم فيهعلى الأمر و أصل البلاغة البلوغ يقال بلغالرجل بالقول يبلغ بلاغة فهو بليغ إذا صاريبلغ بعبارته كثيرا مما في قلبه و يقالأحمق بلغ و بلغ إذا كان مع حماقته يبلغ حيثيريد و قيل معناه قد بلغ في الحماقة.
الإعراب
موضع كيف رفع بأنه خبر مبتدإ محذوف والتقدير فكيف صنيعهم إذا أصابتهم مصيبةفكأنه قال الإساءة صنيعهم بالجرأة علىكذبهم أم الإحسان صنيعهم بالتوبة من جرمهمو يجوز أن يكون موضع كيف نصبا و تقديره كيفيكونوا أ مصرين أم تائبين يكونون و لو قلتأنه رفع على معنى كيف بك كأنه قال إصلاح بكأم فساد بك فيكون مبتدأ محذوف الخبر ويحلفون في موضع نصب على الحال و «إِنْأَرَدْنا إِلَّا إِحْساناً» جواب القسم وإحسانا مفعول به أي أردنا إحسانا.
المعنى
ثم عطف تعالى على ما تقدم بقوله«فَكَيْفَ» صنيع هؤلاء «إِذاأَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ» أي نالتهم منالله عقوبة «بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ»بما كسبت أيديهم من النفاق و إظهار السخطلحكم النبي «ثُمَّ جاؤُكَ» يا محمد«يَحْلِفُونَ» يقسمون «بِاللَّهِ إِنْأَرَدْنا إِلَّا إِحْساناً» أي ما أردنابالتحاكم إلى غيرك إلا التخفيف عنك فإنانحتشمك برفع الصوت في مجلسك و نقتصر على منيتوسط لنا برضاء الخصمين دون الحكم المورثللضغائن فقوله «إِلَّا إِحْساناً» أيإحسانا إلى الخصوم «وَ تَوْفِيقاً» بينهمبالتماس التوسعة دون الحمل على مر الحكم وأراد بالتوفيق الجمع و التأليف و قيلتوفيقا أي طلبا لما يوافق الحق و قيل إنالمعنى بالآية عبد الله بن أبي و المصيبةما أصابه من الذل برجعتهم من غزوة بنيالمصطلق و هي غزوة المريسيع حين نزلت سورةالمنافقين فاضطر إلى الخشوع و الاعتذار وسنذكر ذلك إن شاء الله في سورة المنافقينأو مصيبة الموت لما تضرع إلى رسول الله فيالإقالة و الاستغفار و أستوهبه ثوبه ليتقيبه النار يقولون ما أردنا بالكلام بينالفريقين المتنازعين بني المصطلق ذكرهالحسين بن علي المغربي و في الآية دلالةعلى أنه قد