سورة المائدة (5): آية 19 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
قريب عن ابن عباس و قيل إنه لما قال قوم إنالمسيح ابن الله أجري ذلك على جميعهم كماتقول العرب هذيل شعراء أي فيهم شعراء، وكما قالوا في رهط مسيلمة قالوا نحن أنبياءأي قال قائلهم و كما قال جرير:(ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا) فقال ندسنا و إنما كان النادس رجل من قومجرير ثم قال تعالى لنبيه محمد (ص) «قُلْ»لهؤلاء المفترين على ربهم «فَلِمَيُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ» أي فلأيشيء يعذبكم بذنوبكم إن كان الأمر على مازعمتم فإن الأب يشفق على ولده و الحبيب علىحبيبه فلا يعذبه و هم يقرون بأنهم يعذبونلو لم يقولوا به كذبوا بكتابهم و قد أقرتاليهود بأنهم يعذبون أربعين يوما عددالأيام التي عبدوا فيها العجل و قيل إنمعناه الماضي و إن كان لفظه المستقبل أيفلم عذبكم الله و قد أقررتم بأنه عذبكم عندعبادتكم العجل و عذبكم بأن جعل منكمالقردة و الخنازير و خلى بينكم و بين بختنصر حتى فعل بكم ما فعل و الحبيب لا يعذبحبيبه فلو كنتم أحباءه لما عذبكم «بَلْأَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ» أي ليسالأمر على ما قلتم إنكم أبناء الله وأحباؤه بل أنتم خلق من بني آدم إن أحسنتمجوزيتم على إحسانكم و إن أسأتم جوزيتم علىإساءتكم كما يجازى غيركم و ليس لكم عندالله إلا ما لغيركم من خلقه «يَغْفِرُلِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ»و إنما علق العذاب بالمشيئة مع أنه سبحانهلا يشاء العقوبة إلا لمن كان عاصيا لما فيذلك من البلاغة و الإيجاز برد الأمور إلىالعالم الحكيم الذي يجريها على وجه الحكمة«وَ لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» يملك ذلك وحده لا شريك لهيعارضه «وَ ما بَيْنَهُما» أي ما بينالصنفين و دل بذلك على أنه لا ولد له لأنالولد يكون من جنس الوالد فلا يكون مملوكاله «وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ» معناه و يؤولإليه أمر العباد فلا يملك ضرهم و نفعهمغيره لأنه يبطل تمليكه لغيره ذلك اليومكما يقال صار أمرنا إلى القاضي و إنما يرادبذلك أنه المتصرف فينا و الأمر لنا لا علىمعنى قرب المكان.
سورة المائدة (5): آية 19
يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْرَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلىفَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُواما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَ لا نَذِيرٍفَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)