سورة النساء (4): آية 76 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
المستضعفين أي نصرة المستضعفين و قيل فيإعزاز المستضعفين و في الذب عن المستضعفين«مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَالْوِلْدانِ» قيل يريد بذلك قوما منالمسلمين بقوا بمكة و لم يستطيعوا الهجرةمنهم سلمة بن هشام و الوليد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة و أبو جندل ابن سهيلجماعة كانوا يدعون الله إن يخلصهم من أيديالمشركين و يخرجهم من مكة و هم «الَّذِينَيَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْهذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها»أي يقولون في دعائهم ربنا سهل لنا الخروجمن هذه القرية يعني مكة عن ابن عباس والحسن و السدي و غيرهم «الظَّالِمِأَهْلُها» أي التي ظلم أهلها بافتتانالمؤمنين عن دينهم و منعهم عن الهجرة «وَاجْعَلْ لَنا» بألطافك و تأييدك «مِنْلَدُنْكَ» أي من عندك «وَلِيًّا» يليأمرنا بالكفاية حتى ينقذنا من أيدي الظلمة«وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَنَصِيراً» ينصرنا على من ظلمنا فاستجابالله تعالى دعاءهم فلما فتح رسول الله (ص)مكة جعل الله نبيه لهم وليا فاستعمل علىمكة عتاب بن أسيد فجعله الله لهم نصيرافكان ينصف الضعيف من الشديد فأغاثهم اللهفكانوا أعز بها من الظلمة قبل ذلك و في هذهالآية دلالة على عظم موقع الدعاء من اللهإبطال قول من يزعم أن العبد لا يستفيدبالدعاء شيئا لأن الله حكى عنهم أنهم دعواو أجابهم الله و آتاهم سؤلهم و لو لا أنهاستجاب دعاءهم لما كان لذكر دعائهم معنى.سورة النساء (4): آية 76
الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِيسَبِيلِ اللَّهِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوايُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِفَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِإِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً(76)اللغة
الطاغوت قد مر ذكره و الكيد السعي في فسادالحال على وجه الاحتيال تقول كاد يكيدكيدا فهو كائد إذا عمل في إيقاع الضرر بهعلى وجه الحيلة فيه.المعنى
ثم شجع المجاهدين و رغبهم في الجهاد بقوله«الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِيسَبِيلِ اللَّهِ» أي في طاعة الله و فينصرة دينه و إعلاء كلمته و ابتغاء مرضاتهبلا عجب و لا صلف و لا طمع في غنيمة «وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِيسَبِيلِ الطَّاغُوتِ» و طاعته«فَقاتِلُوا