سورة النساء (4): الآيات 69 الى 70 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
النبي إن من أمتي لرجالا الإيمان فيقلوبهم أثبت من الجبال الرواسي «وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مايُوعَظُونَ بِهِ» أي ما يؤمرون به«لَكانَ» ذلك «خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّتَثْبِيتاً» أي بصيرة في أمر الدين كنى عنالبصيرة بهذا اللفظ لأن من كان على بصيرةمن أمر دينه كان ذلك أدعى له إلى الثباتعليه و كان هو أقوى في اعتقاد الحق و أدومعليه ممن لم يكن على بصيرة منه و قيل معناهأن قبولهم وعظ الله و وعظ رسوله في أمورالدين و الدنيا أشد تثبيتا لهم على الحق والصواب و أمنع لهم من الضلال و أبعد منالشبهات كما قال «وَ الَّذِينَاهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً» و قيل إنمعناه و أكثر انتفاعا بالحق لأن الانتفاعبالحق يدوم و لا يبطل لأنه يتصل بثوابالآخرة و الانتفاع بالباطل يبطل و يضمحل ويتصل بعقاب الآخرة قال البلخي معنى الآيةلو فرض عليهم القتل أو الخروج من الديار لميفعلوا فإذا لم يفرض عليهم ذلك فليفعلواما أمروا به مما هو أسهل عليهم منه فإن ذلكخير لهم و أشد تثبيتا لهم على الإيمان و فيالدعاء اللهم ثبتنا على دينك و معناه الطف لنا ما نثبت معه عليه «وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ» هذا متصل بما قبلهأي و لو أنهم فعلوا ذلك لآتيناهم أيلأعطيناهم «مِنْ لَدُنَّا» أي من عندنا«أَجْراً عَظِيماً» لا يبلغ أحد كنهه و لايعرف منتهاه و لا يدرك قصواه و إنما ذكر منلدنا تأكيدا بأنه لا يقدر عليه غيره و ليدلعلى الاختصاص فإن الأجر يجوز أن يصل إلىالمثاب على يد بعض العباد فإذا وصل الثوابإليه بنفسه كان أشرف للعبد و أبلغ فيالنعمة «وَ لَهَدَيْناهُمْ صِراطاًمُسْتَقِيماً» أي و لثبتناهم مع ذلك علىالطريق المستقيم و قيل معناه بما نفعله منالألطاف التي يثبتون معها على الطاعة ويلزمون الاستقامة و تقديره و وفقناهمللثبات على الصراط المستقيم و قيل معناه ولهديناهم في الآخرة إلى طريق الجنة عن أبيعلي الجبائي قال و لا يجوز أن تكون الهدايةهنا الإرشاد إلى الدين لأنه سبحانه وعدبها المؤمن المطيع و لا يكون كذلك إلا و قداهتدى.
سورة النساء (4): الآيات 69 الى 70
وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَفَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَاللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَوَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَرَفِيقاً (69) ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَاللَّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ عَلِيماً (70)