قرأ أهل الكوفة غير عاصم بالبخل بفتحالباء و الخاء و كذلك في سورة الحديد والباقون «بِالْبُخْلِ» بالضم.
الحجة
قال سيبويه هما لغتان.
اللغة
البخل أصله مشقة الإعطاء و قيل في معناهأنه منع الواجب لأنه اسم ذم لا يطلق إلاعلى مرتكب الكبيرة و قيل هو منع ما لا ينفعمنعه و لا يضر بذله و مثله الشح و ضده الجودو الأول أليق بالآية لأنه تعالى نفى محبتهعمن كان بهذه الصفة و قال علي بن عيسىمعناه منع الإحسان لمشقة الطباع و نقيضهالجود و معناه بذل الإحسان لانتفاء مشقةالطباع.الأعراب الذين يحتمل أن يكون موضعه نصبا من وجهينو أن يكون رفعا من وجهين فأما النصب فعلىأن يكون بدلا من في قوله «لا يُحِبُّ مَنْكانَ» و على الذم أيضا و أما الرفع فعلىالاستئناف بالذم على الابتداء و تكونالآية الثانية عطفا عليها و يكون الخبر إنالله لا يظلم و على البدل من الضمير فيفخور.
المعنى
«الَّذِينَ يَبْخَلُونَ» أي يمنعون ماأوجب الله عليهم من الزكوات و غيرها واختاره الجبائي و أبو مسلم و قيل معناهالذين يبخلون بإظهار ما علموه من صفةالنبي (ص) عن ابن عباس و مجاهد و السدي و ابنزيد «وَ يَأْمُرُونَ النَّاسَبِالْبُخْلِ» و يأمرون غيرهم بذلك و قيليأمرون الأنصار بترك الإنفاق على رسولالله و على أصحابه عن ابن عباس و قيليأمرون بكتمان الحق «وَ يَكْتُمُونَ ماآتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ» أي ويجحدون ما آتاهم الله من اليسار و الثروةاعتذارا لهم في البخل و قيل معناه يكتمونما عندهم من العلم ببعث النبي و مبعثه والأولى أن تكون الآية عامة في كل من يبخلبأداء ما يجب عليه أداؤه و يأمرون الناس بهو عامة في كل من كتم فضلا آتاه الله تعالىمن العالم و غيره و من أنواع النعم التييجب إظهارها و يحرم