الطمس هو عفو الأثر و الطامس و الداثر والدارس بمعنى و الأدبار جمع دبر و أصله منالدبر يقال دبره يدبره دبرا فهو دابر إذاصار خلفه و الدابر التابع و قوله «وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ» معناه تبعالنهار و التدبير إحكام أدبار الأمور و هيعواقبها.
المعنى
ثم خاطب الله أهل الكتاب بالتخويف والتحذير فقال «يا أَيُّهَا الَّذِينَأُوتُوا الْكِتابَ» أي أعطوا علم الكتاب«آمِنُوا» أي صدقوا «بِما نَزَّلْنا»يعني بما نزلناه على محمد (ص) من القرآن وغيره من أحكام الدين «مُصَدِّقاً لِمامَعَكُمْ» من التوراة و الإنجيل اللذينتضمنتا صفة نبينا (ص) و صحة ما جاء به «مِنْقَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاًفَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها» و اختلففي معناه على أقوال (أحدها) أن معناه من قبلأن نمحو آثار وجوهكم حتى تصير كالأقفية ونجعل عيونها في أقفيتها فتمشي القهقرى عنابن عباس و عطية العوفي (و ثانيها) إن المعنى أن نطمسها عن الهدى فنردها علىأدبارها في ضلالتها ذما لها بأنها لا تفلحأبدا عن الحسن و مجاهد و الضحاك و السدي ورواه أبو الجارود عن أبي جعفر (ع)