سورة المائدة (5): آية 31 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
و مجاهد و الضحاك و قال الجبائي و الزجاج وإثمك الذي من أجله لم يتقبل قربانك و قيلمعناه بإثم قتلي و إثمك الذي هو قتل جميعالناس حيث سننت القتل و معنى تبوء بإثميتبوء بعقاب إثمي لأنه لا يجوز لأحد أن يريدمعصية الله من غيره و لكن يجوز أن يريدعقابه المستحق عليه بالمعصية و متى قيلكيف يحسن إرادة عقاب لم يقع سببه فإن القتلعلى هذا لم يكن واقعا فجوابه أن ذلك بشرطوقوع ما يستحق به العقاب فهابيل لما رأى منأخيه العزم على قتله و غلب على ظنه ذلك جازأن يريد عقابه بشرط أن يفعل ما عزم عليه«فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ» أيفتصير بذلك من الملازمين النار «وَ ذلِكَجَزاءُ الظَّالِمِينَ» أي عقاب العاصين ويحتمل أن يكون هذا إخبار عن قول هابيل ويحتمل أن يكون ابتداء حكم من الله تعالى«فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ» فيه أقوال(أحدها) أن معناه شجعته نفسه على «قَتْلَأَخِيهِ» أي على أن يقتل أخاه عن مجاهد (وثانيها) أن المراد زينت له نفسه قتل أخيه (وثالثها) أن المراد ساعدته نفسه و طاوعتهنفسه على قتله أخاه فلما حذف حرف الجر نصبقتل أخيه و من قال إن معناه زينت له فيكونقتل أخيه مفعولا به «فَقَتَلَهُ» قالمجاهد لم يدر قابيل كيف يقتله حتى ظهر لهإبليس في صورة طير فأخذ طيرا آخر و تركرأسه بين حجرين فشدخه ففعل قابيل مثله وقيل هو أول قتيل كان في الناس «فَأَصْبَحَمِنَ الْخاسِرِينَ» أي صار ممن خسر الدنياو الآخرة و ذهب عنه خيرهما و استدل بعضهمبقوله «فَأَصْبَحَ» على أنه قتله ليلا وهذا ليس بشيء لأن من عادة العرب أنيقولوا أصبح فلان خاسر الصفقة إذا فعلأمرا كانت ثمرته الخسران يعنون حصوله كذلكلا أنه تعلق بوقت دون وقت.سورة المائدة (5): آية 31
فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِيالْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِيسَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَاالْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِيفَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)اللغة
أصل البحث طلب الشيء في التراب ثم يقالبحثت عن الأمر بحثا و أصل السوأة التكرهيقال ساءه يسوءه سوءا إذا أتاه بتكرهة قالسيبويه الويل كلمة تقال عند الهلكة و عجزتعن الأمر أعجز عجزا و معجزة و معجزة.