قرأ ابن عامر و ابن كثير و نافع يقول بلاواو و الباقون بالواو و كلهم قرأ بضم اللامإلا أبا عمرو فإنه فتحها.
الحجة
من حذف الواو من قوله «وَ يَقُولُالَّذِينَ آمَنُوا» فلأن في الجملةالمعطوفة ذكرا من المعطوف عليها و ذلك إنمن وصف بقوله «يُسارِعُونَ» إلى قوله«نادِمِينَ» هم الذين قال فيهم«الَّذِينَ آمَنُوا أَ هؤُلاءِ الَّذِينَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَأَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ»فلما صار في كل واحدة من الجملتين ذكر منالأخرى حسن عطفها بالواو و بغير الواو كماأن قوله «سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌرابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَ يَقُولُونَخَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ» لما كانفي كل واحدة من الجملتين ذكر مما تقدماكتفي بذلك عن الواو لأنهما بالذكر وملابسة بعضهما ببعض قد ترتبط إحداهمابالأخرى كما ترتبط بحرف العطف و يدلك علىحسن دخول الواو قوله تعالى «وَ ثامِنُهُمْكَلْبُهُمْ» فحذف الواو من «وَ يَقُولُ»كحذفها في هذه الآية و إلحاقها كإلحاقهافيها و الوجه في قراءة أبي عمرو و يقولبالنصب أن يحمله على أن تكون «أَنْيَأْتِيَ» بدلا من اسم الله كما كان أَنْأَذْكُرَهُ بدلا من الهاء في أَنْسانِيهُمن قوله «وَ ما أَنْسانِيهُ إِلَّاالشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ» ثم يكون«وَ يَقُولُ» منصوبا عطفا على ذلك فكأنهقال عسى أن يأتي الله بالفتح «وَ يَقُولُالَّذِينَ آمَنُوا» و من رفع فحجته أنيعطف جملة على جملة لا مفردا على مفرد.