لما بدأ في الآية المتقدمة بحث الولاة علىتأدية حقوق الرعية و النصفة و التسوية بينالبرية ثناه في هذه الآية بحث الرعية علىطاعتهم و الاقتداء بهم و الرد إليهم فقال«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواأَطِيعُوا اللَّهَ» أي ألزموا طاعة اللهسبحانه فيما أمركم به و نهاكم عنه «وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ» أي و الزموا طاعةرسوله (ص) أيضا و إنما أفرد الأمر بطاعةالرسول و إن كانت طاعته مقترنة بطاعة اللهمبالغة في البيان و قطعا لتوهم من توهم أنهلا يجب لزوم ما ليس في القرآن من الأوامر ونظيره قوله «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَفَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ ما آتاكُمُالرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْعَنْهُ فَانْتَهُوا وَ ما يَنْطِقُ عَنِالْهَوى» و قيل معناه أطيعوا الله فيالفرائض