سورة المائدة (5): الآيات 94 الى 95 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
لاشتراكهما في الوجوب و إن لم يشتركا فيكونهما شرطا في نفي الجناح فيما يطعم و هذاتوسع في البلاغة يحار فيه العقل استحساناو استغرابا انتهى كلامه و قد قيل أيضا فيالجواب عن ذلك أن المؤمن يصح أن يطلق عليهبأنه لا جناح عليه و الكافر مستحق للعقابمغمور فلا يطلق عليه هذا اللفظ و أيضا فإنالكافر قد سد على نفسه طريق معرفة التحريمو التحليل فلذلك خص المؤمن بالذكر و قوله«وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» أييريد ثوابهم أو إجلالهم و إكرامهم وتبجيلهم و يروى أن قدامة بن مظعون شرب الخمر فيأيام عمر بن الخطاب فأراد أن يقيم عليهالحد فقال «لَيْسَ عَلَى الَّذِينَآمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌفِيما طَعِمُوا» الآية فأراد عمر أن يدرأعنه الحد فقال علي أديروه على الصحابة فإنلم يسمع أحدا منهم قرأ عليه آية التحريمفادرءوا عنه الحد و إن كان قد سمعفاستتيبوه و أقيموا عليه الحد فإن لم يتبوجب عليه القتل.سورة المائدة (5): الآيات 94 الى 95
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوالَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍمِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْيَخافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدىبَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ (94) ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌوَ مَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداًفَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَالنَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍمِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِأَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْعَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَأَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُوَ اللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (95)القراءة
قرأ أهل الكوفة و يعقوب «فَجَزاءٌ» منونا«مِثْلُ» بالرفع و الباقون فجزاء مثل ماقتل بالإضافة و قرأ أهل المدينة و ابن عامرأو كفارة بغير تنوين طعام على الإضافة والباقون «أَوْ كَفَّارَةٌ» بالتنوين«طَعامُ» بالرفع و لم يختلفوا في«مَساكِينَ» أنه جمع و روي في الشواذقراءة