قال الزجاج «يا وَيْلَتى» الوقف عليهافي غير القرآن يا ويلتاه و النداء لغيرالآدميين نحو يا حسرتاه و يا ويلتاه إنماوقع في كلام العرب على تنبيه المخاطبين وأن الوقت الذي تدعى له هذه الأشياء هووقتها فالمعنى يا ويلتي تعالي فإنه منأوانك أي قد لزمني الويل و كذلك يا عجباهالمعنى يا أيها العجب هذا وقتك هذا علىكلام العرب و قرأ الحسن يا ويلتي مضافا وذكر الأزهري أنهما بمعنى.
المعنى
«فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِيالْأَرْضِ لِيُرِيَهُ» قالوا كان هابيلأول ميت من الناس فلذلك لم يدر قابيل كيفيواريه و كيف يدفنه حتى بعث الله غرابينأحدهما حي و الآخر ميت و قيل كانا حيينفقتل أحدهما صاحبه ثم بحث الأرض و دفنهفيها ففعل قابيل به مثل ذلك عن ابن عباس وابن مسعود و جماعة و في ذلك دلالة على فسادقول الحسن و الجبائي و أبي مسلم أن ابنيآدم كانا من بني إسرائيل و قيل معناه بعثالله غرابا يبحث التراب على القتيل فلمارأى قابيل ما أكرم الله به هابيل و أنه بعثطيرا ليواريه و تقبل قربانه «قالَ ياوَيْلَتى» عن الأصم و قيل كان ملكا فيصورة الغراب و في هذا دلالة على أن الفعلمن الغراب و إن كان المعني بذلك الطير كانمقصودا و لذلك أضاف سبحانه بعثه إلى نفسه ولم يقع اتفاقا كما قاله أبو مسلم و لكنهتعالى ألهمه و قال الجبائي كان ذلك معجزامثل حديث الهدهد و حمله الكتاب و ردهالجواب إلى سليمان و يجوز أن يزيد الله فيفهم الغراب حتى يعرف هذا القدر كما نأمرصبياننا فيفهمون عنا «لِيُرِيَهُ» أيليري الغراب قابيل «كَيْفَ يُوارِي» أيكيف يغطي و يستر «سَوْأَةَ أَخِيهِ» أيعورة أخيه و قال الجبائي يريد جيفة أخيهلأنه كان تركه حتى أنتن فقيل لجيفته سوأة«قالَ يا وَيْلَتى أَ عَجَزْتُ» هاهناحذف فإن التقدير ليريه كيف يواري سوأةأخيه فواراه فقال القاتل أخاه يا ويلتى أعجزت «أَنْ أَكُونَ» في هذا العلم «مِثْلَهذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ» أي استر«سَوْأَةَ أَخِي» و السوأة عبارة عما يكرهو عما ينكر «فَأَصْبَحَ مِنَالنَّادِمِينَ» على قتله و لكن لم يندمعلى الوجه الذي يكون توبة كمن يندم علىالشرب لأنه يصدعه فلذلك لم يقبل ندمه عنالجبائي و قيل من النادمين على حمله لا علىقتله من النادمين على موت أخيه لا علىارتكاب الذنب.
القصة
روت العامة عن جعفر الصادق (ع) قال قتلقابيل هابيل و تركه بالعراء لا يدري مايصنع به فقصده السباع فحمله في جراب علىظهره حتى أروح و عكفت عليه