«إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ» أحدا قط«مِثْقالَ ذَرَّةٍ» أي زنة ذرة و هيالنملة الحمراء الصغيرة التي لا تكاد ترىعن ابن عباس و ابن زيد و هي أصغر النمل وقيل هي جزء من أجزاء الهباء في الكوة منأثر الشمس و إنما لا يختار الله تعالىالظلم و لا يجوز عليه الظلم لأنه عالمبقبحه مستغن عنه و عالم بغناء عنه و إنمايختار القبيح من يختاره لجهله بقبحه أولحاجته إليه لدفع ضرر أو لجر نفع أو لجهلهباستغنائه عنه و الله سبحانه منزه عن جميعذلك و عن سائر صفات النقص و العجز و لم يذكرسبحانه الذرة ليقصر الحكم عليها بل إنماخصها بالذكر لأنها أقل شيء مما يدخل فيوهم البشر «وَ إِنْ تَكُ حَسَنَةًيُضاعِفْها» و معناه و إن تك زنة الذرةحسنة يقبلها و يجعلها أضعافا كثيرة و قيليجعلها ضعفين عن أبي عبيدة و قيل معناهيديمها و لا يقطعها و مثله قوله فَمَنْيَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراًيَرَهُ و كلتا الآيتين غاية في الحث علىالطاعة و النهي عن المعصية و قوله «وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ» أي يعطه من عنده«أَجْراً عَظِيماً» أي جزاء عظيما و هوثواب الجنة و في هذه الآية دلالة على أنمنع الثواب و النقصان منه ظلم لأنه لو لميكن كذلك لما كان لهذا الترغيب في الآيةمعنى و فيها أيضا دلالة على أنه سبحانهقادر على الظلم لأنه نزه نفسه عن فعل الظلمو تمدح بذلك فلو لم يكن قادرا عليه لم يكنفيه مدحة.