سورة النساء (4): آية 2 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
خلق منها آدم و في تفسير علي بن إبراهيم منأسفل أضلاعه «وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً» أينشر و فرق من هاتين النفسين على وجهالتناسل رجالا «وَ نِساءً» و إنما منعلينا تعالى بأن خلقنا من نفس واحدة لأنهأقرب إلى أن يعطف بعضنا على بعض و يرحمبعضنا بعضا لرجوعنا إلى أصل واحد و لأن ذلكأبلغ في القدرة و أدل على العلم و الحكمة وقوله «وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِيتَسائَلُونَ بِهِ» قيل في معناه قولانأحدهما أنه من قولهم أسألك بالله أن تفعلكذا و أنشدك بالله و بالرحم و نشدتك الله والرحم و كذا كانت العرب تقول عن الحسن وإبراهيم و على هذا يكون قوله «وَالْأَرْحامَ» عطفا على موضع قوله به والمعنى إنكم كما تعظمون الله بأقوالكمفعظموه بطاعتكم إياه و الآخر أن معنى«تَسائَلُونَ بِهِ» تطلبون حقوقكم وحوائجكم فيما بينكم به «وَ الْأَرْحامَ» معناه و اتقوا الأرحام أن تقطعوها عن ابنعباس و قتادة و مجاهد و الضحاك و الربيع وهو المروي عن أبي جعفر (ع) فعلى هذا يكون منصوبا عطفا على اسم اللهتعالى و هذا يدل على وجوب صلة الرحم ويؤيده ما رواه عن النبي (ص) أنه قال قال الله تعالى أناالرحمن خلقت الرحم و شققت لها اسما من اسميفمن وصلها وصلته و من قطعها بتته و في أمثال هذا الخبر كثرة و صلة الرحم قدتكون بقبول النسب و قد تكون بالإنفاق علىذي الرحم و ما يجري مجراه و روى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (ع)قال أن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل بهالنار فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمةفليمسه فإن الرحم إذا مستها الرحم استقرتو إنها متعلقة بالعرش تقول و تنادي اللهمصل من وصلني و اقطع من قطعني «إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْرَقِيباً» أي حافظا عن مجاهد و قيل الرقيبالعالم عن ابن زيد و المعنى متقارب و إنماأتى بلفظة كان المفيدة للماضي لأنه أرادأنه كان حفيظا على من تقدم زمانه من عهدآدم و ولده إلى زمان المخاطبين و عالما بماصدر منهم لم يعزب عنه من ذلك شيء.سورة النساء (4): آية 2
وَ آتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَ لاتَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِوَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلىأَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباًكَبِيراً (2)اللغة
الحوب الإثم يقال حاب يحوب حوبا و حيابة والاسم الحوب و روي عن الحسن أنه قرأ حوباذهب إلى المصدر و تحوب فلان من كذا إذاتحرج منه و نزلنا بحوبة من الأرض أي بموضعسوء و الحوبة الحزن و التحوب التحزن والحوباء الروح.