ثم بين سبحانه تمام نعمته على عيسى فقال«وَ إِذْ أَوْحَيْتُ» أي و اذكر إذ أوحيت«إِلَى الْحَوارِيِّينَ» أي ألهمتهم وقيل ألقيت إليهم بالآيات التي أريتهمإياها و مضى الكلام في الحواريين في سورةآل عمران و هم وزراء عيسى عن قتادة وأنصاره عن الحسن «أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي» أي صدقوا بي و بصفاتي و بعيسىأنه عبدي و نبيي «قالُوا» أي قالالحواريون «آمَنَّا» أي صدقنا «وَاشْهَدْ» يا الله «بِأَنَّنامُسْلِمُونَ».
قرأ الكسائي وحده هل تستطيع بالتاء ربكبالنصب و الباقون «يَسْتَطِيعُ» بالياء«رَبُّكَ» مرفوع و أدغم الكسائي اللام فيالتاء.
الحجة
وجه قراءة الكسائي أن المراد هل تستطيعسؤال ربك و ذكروا الاستطاعة في سؤالهم لالأنهم شكوا في استطاعته و لكن كأنهم ذكروهعلى وجه الاحتجاج عليه منهم كأنهم قالواإنك مستطيع فما يمنعك و مثل ذلك قولكلصاحبك أ تستطيع أن تذهب عني فإني مشغول أياذهب لأنك غير عاجز عن ذلك و «أَنْيُنَزِّلَ» على هذه القراءة متعلقبالمصدر المحذوف لا يستقيم الكلام إلا علىتقدير ذلك أ لا ترى أنه لا يصح أن تقول هلتستطيع أن يفعل غيرك فأن ينزل في موضع نصببأنه مفعول به و التقدير هل تستطيع أن تسألربك إنزال مائدة من السماء علينا و روي عن أبي عبد الله (ع) ما يقارب هذاالتقدير قال يعني