قال سيبويه و كثير من النحويين ارتفعالسارق و السارقة على معنى و فيما فرضعليكم السارق و السارقة أي حكم السارق والسارقة و مثله قوله تعالى «الزَّانِيَةُوَ الزَّانِي فَاجْلِدُوا» وَ الَّذانِيَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما قالسيبويه و الاختيار في هذا النصب فيالعربية كما تقول زيدا أضربه و أبت العامةالقراءة إلا بالرفع يعني بالعامة الجماعةو قرأ عيسى بن عمرو السارق و السارقة وكذلك الزانية و الزاني و قال أبو العباسالمبرد الاختيار فيه الرفع بالابتداء لأنالقصد ليس إلى واحد بعينه فليس هو مثل قولكزيدا فاضربه إنما هو كقولك من سرق فاقطعيده و من زنى فاجلده قال الزجاج و هذاالقول هو المختار و إنما دخلت الفاء فيالخبر للشرط المنوي و ذكر في قراءة ابنمسعود و السارقون و السارقات فاقطعواأيمانهم و إنما قال «أَيْدِيَهُما» و لميقل يديهما لأنه أراد يمينا من هذا و يمينامن هذه فجمع إذ ليس في الجسد إلا يمينواحدة قال الفراء و كل شيء موحد من خلقالإنسان إذا ذكر مضافا إلى اثنين فصاعداجمع فقيل قد هشمت رءوسهما و ملأت ظهورهما وبطونهما ضربا و مثله قوله «إِنْ تَتُوباإِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْقُلُوبُكُما» قال و إنما اختير الجمع علىالتثنية لأن أكثر ما يكون عليه الجوارحاثنان اثنان في الإنسان كاليدين و الرجلينو اثنان من اثنين جمع لذلك يقال قطعتأرجلهما و فقأت عيونهما فلما جرى الأكثرعلى هذا ذهب بالواحد إذا أضيف إلى اثنينمذهب الاثنين قال و يجوز التثنية كقولالهذلي: