ما في قوله «وَ ما أَرْسَلْنا» نافيةفلذلك قال «مِنْ رَسُولٍ» لأن من لا تزادفي الإيجاب و زيادتها تؤذن باستغراقالكلام كقولك ما جاءني من أحد و لو موضوعةللفعل لما فيها من معنى الجزاء تقول لو كانكذا لكان كذا و لا تأتي بعدها إلا أن خاصة وإنما أجيز في أن خاصة أن تقع بعدها لأنهاكالفعل في إفادة التأكيد فموضع أن بعد لومع اسمها و خبرها رفع بكونه فاعل الفعلالمضمر بعد لو و تقديره لو وقع أنهم جاءوكوقت ظلمهم أنفسهم أي لو وقع مجيئهم.
المعنى
ثم لامهم سبحانه على ردهم أمره و ذكر أنغرضه من البعثة الطاعة فقال «وَ ماأَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ» أي لم نرسلرسولا من رسلنا «إِلَّا لِيُطاعَ» عني بهأن الغرض من الإرسال أن يطاع الرسول ويمتثل بما يأمر به و إنما اقتضى ذكر طاعةالرسول هنا أن هؤلاء المنافقين الذينيتحاكمون إلى الطاغوت زعموا أنهم يؤمنونبه و أعرضوا عن طاعته فبين الله أنه لميرسل رسولا إلا ليطاع و قوله «بِإِذْنِاللَّهِ» أي بأمر الله الذي دل به علىوجوب