سورة النساء (4): آية 7 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
تبادروا بأكل مالهم كبرهم و رشدهم حذرا أنيبلغوا فيلزمكم تسليم المال إليهم «وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ» أيمن كان غنيا من الأولياء فليستعفف بمالهعن أكل مال اليتيم و لا يأخذ لنفسه منه لاقليلا و لا كثيرا يقال استعف عن الشيء وعف عنه إذا امتنع منه و تركه «وَ مَنْ كانَفَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ»و معناه من كان فقيرا فليأخذ من مال اليتيمقدر الحاجة و الكفاية على جهة القرض ثم يردعليه ما أخذ منه إذا وجد عن سعيد بن جبير ومجاهد و أبي العالية و الزهري و عبيدةالسلماني و هو مروي عن الباقر (ع) و قيل معناه يأخذ قدر ما يسد به جوعته ويستر عورته لا على جهة القرض عن عطاء بنأبي رباح و قتادة و جماعة و لم يوجبوا أجرةالمثل لأن أجرة المثل ربما كانت أكثر منقدر الحاجة و الظاهر في روايات أصحابنا لهأجرة المثل سواء كان قدر كفايته أو لم يكنو سئل ابن عباس عن ولي يتيم له إبل هل له أنيصيب من ألبانها فقال إن كنت تلوط حوضها وتهنأ جرباها أصبت من رسلها غير مضر بنسل ولا ناهك في الحلب و الرسل اللبن و النهكالمبالغة في الحلب «فَإِذا دَفَعْتُمْإِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُواعَلَيْهِمْ» و هذا خطاب أيضا لأولياءاليتيم أي إذا دفعتم إلى اليتامى أموالهمبعد البلوغ فاحتاطوا لأنفسكم بالإشهادعليهم كي لا يقع منهم جحود و تكونوا أبعدمن التهمة فانظر إلى حسن نظر الله لليتامىو للأوصياء و كمال لطفه بهم و رحمته لهم وإنعامه عليهم و كذلك نظره و لطفه بجميععباده في أمور معاشهم و معادهم «وَ كَفىبِاللَّهِ حَسِيباً» أي شاهدا على دفعالمال إليهم و كفى بعلمه وثيقة و قيلمحاسبا فاحذروا محاسبته في الآخرة كماتحذرون محاسبة اليتيم بعد البلوغ.سورة النساء (4): آية 7
لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَالْوالِدانِ وَ الْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَالْوالِدانِ وَ الْأَقْرَبُونَ مِمَّاقَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباًمَفْرُوضاً (7)اللغة
الفرق بين الفرض و الوجوب أن الفرض يقتضيفارضا و ليس كذلك الوجوب لأنه قد يجبالشيء في نفسه من غير إيجاب موجب و لذلكصح وجوب الثواب و العوض عليه تعالى و لميجز أن يقال لذلك فرض و مفروض و أصل الفرضالثبوت فالفرض الحز في سية القوس حيث يثبتالوتر و الفرض ما أثبته على نفسك من هبة أوصلة و الفرض ما أعطيت