قرأ أبو بكر عن عاصم و حمزة و خلف و يعقوباستحق بضم التاء و الحاء الأولين جمع و قرأحفص عن عاصم «اسْتَحَقَّ» بفتح التاء والحاء «الْأَوْلَيانِ» بالألف تثنيةالأولى و قرأ الباقون استحق بضم التاء«الْأَوْلَيانِ» بالألف.
الحجة و الإعراب
قال الزجاج هذا الموضع من أصعب ما فيالقرآن في الإعراب، و «الْأَوْلَيانِ» فيقول أكثر البصريين يرتفعان على البدل ممافي يقومان المعنى فليقم الأوليان بالميتمقام هذين الخائنين «فَيُقْسِمانِبِاللَّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْشَهادَتِهِما» فإذا ارتفع الأوليان علىالبدل فالذي في استحق من الضمير معنىالوصية المعنى فليقم الأوليان من الذيناستحقت الوصية و الإيصاء عليهم و جائز أنيرتفعا باستحق و يكون معناهما الأوليانباليمين أي بأن يحلفا من يشهد بعدهما فإنجاز شهادة النصرانيين كان الأوليان علىهذا القول النصرانيين و الآخران من غيرأهل بيت الميت و قال أبو علي لا يخلوارتفاعه من أن يكون على الابتداء و قد أخركأنه في التقدير فالأوليان بأمر الميتآخران من أهله أو من أهل دينه يقومان مقامالخائنين اللذين عثر على خيانتهما كقولهمتميمي أنا أو يكون خبر مبتدإ محذوف كأنهقال فآخران يقومان مقامهما هما الأوليانأو يكون بدلا من الضمير الذي في يقومان أويكون مسندا إليه استحق و قد أجاز أبو الحسنفيه شيئا آخر و هو أن يكون الأوليان صفةلقوله «فَآخَرانِ» من غيركم لأنه لما وصفآخران اختص فوصف لأجل الاختصاص الذي صارله مما يوصف به المعارف و معنى الأوليانالأوليان بالشهادة على وصية الميت و إنماكانا أولى به ممن اتهم بالخيانة لأنهماأعرف بأحوال الميت و أموره و لأنهما منالمسلمين أ لا ترى أن وصفهم بأنه استحقعليهم يدل على أنهم مسلمون لأن الخطاب منأول الآية مصروف إليهم فأما ما يسند إليهاستحق فلا يخلو من أن يكون الإيصاء أوالوصية أو الإثم أو الجار