سورة المائدة (5): آية 104 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
يذبحوا الذكر لآلهتهم عن الزجاج و قيلكانت الشاة إذا ولدت سبعة أبطن فإن كانالسابع جديا ذبحوه لآلهتهم و لحمه للرجالدون النساء و إن كان عناقا استحيوها و كانتمن عرض الغنم و إن ولدت في البطن السابعجديا و عناقا قالوا إن الأخت وصلت أخاهافحرمته علينا فحرما جميعا فكانت المنفعة واللبن للرجال دون النساء عن ابن مسعود ومقاتل و قيل الوصيلة الشاة إذا أتأمت عشرإناث في خمسة أبطن ليس فيها ذكر جعلت وصيلةفقالوا قد وصلت فكان ما ولدت بعد ذلكللذكور دون الإناث عن محمد بن إسحاق «وَ لاحامٍ» و هو الذكر من الإبل كانت العرب إذاأنتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا قد حمىظهره فلا يحمل عليه و لا يمنع من ماء و لامن مرعى عن ابن عباس و ابن مسعود و هو قولأبي عبيدة و الزجاج و قيل إنه الفحل إذالقح ولد ولده قيل حمي ظهره فلا يركب عنالفراء أعلم الله أنه لم يحرم من هذهالأشياء شيئا و قال المفسرون و روى ابن عباس عن النبي (ص) أن عمرو ابنلحي بن قمعة بن خندف كان قد ملك مكة و كانأول من غير دين إسماعيل و اتخذ الأصنام ونصب الأوثان و بحر البحيرة و سيب السائبة ووصل الوصيلة و حمى الحامي قال رسول الله (ص) فلقد رأيته في الناريؤذي أهل النار ريح قصبه و يروى يجر قصبه في النار «وَ لكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوايَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ»هذا إخبار منه تعالى إن الكفار يكذبون علىالله بادعائهم إن هذه الأشياء من فعل اللهأوامره «وَ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ»خص الأكثر بأنهم لا يعقلون لأنهم أتباعفهم لا يعقلون أن ذلك كذب و افتراء كمايعقله الرؤساء عن قتادة و الشعبي و قيل إنمعناه أن أكثرهم لا يعقلون ما حرم عليهم وما حلل لهم يعني أن المعاند هو الأقل منهمعن أبي علي الجبائي و في هذه الآية دلالةعلى بطلان قول المجبرة لأنه سبحانه نفي أنيكون جعل البحيرة و غيرها و عندهم أنهسبحانه هو الجاعل و الخالق له ثم بين أنهؤلاء قد كفروا بهذا القول و افتروا علىالله الكذب بأن نسبوا إليه ما ليس بفعل لهو هذا واضح.
سورة المائدة (5): آية 104
وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ماأَنْزَلَ اللَّهُ وَ إِلَى الرَّسُولِقالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِآباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لايَعْلَمُونَ شَيْئاً وَ لا يَهْتَدُونَ(104)