سورة المائدة (5): الآيات 72 الى 74
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّاللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَوَ قالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَاعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْإِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْحَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَ ما لِلظَّالِمِينَمِنْ أَنْصارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَالَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُثَلاثَةٍ وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ إِلهٌواحِدٌ وَ إِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّايَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَكَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَ اللَّهُ غَفُورٌرَحِيمٌ (74)اللغة
الشرك أصله الاجتماع في الملك فإذا كانالملك بين نفسين فهما شريكان و كذلك كلشيء بين نفسين و لا يلزم على ذلك ما يضافإلى كل واحد منهما منفردا كالعبد يكونملكا لله و هو ملك للإنسان لأنه لو بطل ملكالإنسان لكان ملكا لله كما كان لم يزد فيملكه شيء لم يكن و المس هاهنا معناه مايكون معه إحساس و هو حلوله فيه لأن العذابلا يمس الحيوان إلا أحس به و قد يكون المسبمعنى اللمس.الإعراب
قال الفراء «ثالِثُ ثَلاثَةٍ» لا يكونإلا مضافا و لا يجوز التنوين في ثالث فينصبثلاثة و كذلك قوله ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْهُما فِي الْغارِ لا يكون إلا مضافا لأنالمعنى مذهب اسم كأنك قلت واحد من اثنين وواحد من ثلاثة و لو قلت أنت ثالث اثنين جازالإضافة و جاز التنوين و نصب الاثنين وكذلك رابع ثلاثة لأنه فعل واقع و زادالزجاج لهذا بيانا فقال لا يجوز في ثلاثةإلا الخفض لأن المعنى أحد ثلاثة فإن قلتثالث اثنين أو رابع ثلاثة جاز الخفض والنصب أما النصب فعلى قولك كان القومثلاثة فربعتهم و أنا رابعهم عددا و من خفضفعلى حذف التنوين كما قال عز و جل هَدْياًبالِغَ الْكَعْبَةِ و تقديره بالغاللكعبة و قوله «وَ إِنْ لَمْ يَنْتَهُواعَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ» فيهدلالة على اعتماد القسم في مثل قوله وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّعلى الفعل الثاني دون الأول أ لا ترى أنهلو كان اعتماد القسم على الأول لما حذفاللام من قوله «وَ إِنْ لَمْ يَنْتَهُوا»كما لم يحذف اللام الثانية في موضع و مثلهفي الشعر قول عارق الطائي:
فأقسمت لا أحتل إلا بصهوة
فإن لم تغير بعض ما قد صنعتم
لأنتحينللعظم ذو أنا عارقه
حرام علي رملةو شقائقه
لأنتحينللعظم ذو أنا عارقه
لأنتحينللعظم ذو أنا عارقه