لما أمر الله تعالى باجتناب الخمر و مابعدها عقبه بالأمر بالطاعة له فيه و فيغيره فقال «وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ» و الطاعة هيامتثال الأمر و الانتهاء عن المنهي عنه ولذلك يصح أن يكون الطاعة طاعة الاثنين بأنيوافق أمرهما و إرادتهما «وَ احْذَرُوا»هذا أمر منه تعالى بالحذر من المحارم والمناهي قال عطاء يريد و احذروا سخطي والحذر هو امتناع القادر من الشيء لما فيهمن الضرر «فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ» أي فإنأعرضتم و لم تعملوا بما آمركم به«فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَاالْبَلاغُ الْمُبِينُ» معناه الوعيد والتهديد كأنه قال فاعلموا أنكم قداستحققتم العقاب لتوليكم عما أدى رسولناإليكم من البلاغ المبين يعني الأداءالظاهر الواضح فوضع كلام موضع كلامللإيجاز و لو كان الكلام على صيغة من غيرهذا التقدير لا يصح لأن عليهم أن يعلمواذلك تولوا أو لم يتولوا و ما في قوله«أَنَّما» كافة لأن عن عملها.