الجار أصله من العدول يقال جاوره يجاورهمجاورة و جوار فهو مجاور له و جار لهبعدوله إلى ناحيته في مسكنه من قولهم جارعن الطريق و جار السهم إذا عدل عن القصد واستجار بالله لأنه يسأله العدول به عنالنار و الجار ذي القربى القريب و«الْجارِ الْجُنُبِ» الغريب قال أبو عليالجنب صفة على فعل مثل ناقة أجد و مشي سجحفالجنب المتباعد عن أهله يدلك على ذلكمقابلته بقوله «وَ الْجارِ ذِيالْقُرْبى» و القربى من القرب كاليسرىمن اليسر و أصل المختال من التخيل و هوالتصور لأنه يتخيل بحاله مرح البطر والمختال الصلف التياه و منه الخيل لأنهاتختال في مشيها أي تتبختر و الخول الحشم والفخور الذي يعد مناقبه كبرا أو تطاولا وأما الذي يعددها اعترافا بالنعمة فيها فهوشكور غير فخور.
الإعراب
إحسانا نصب على المصدر كما تقول ضربا لزيدو تقديره أحسنوا بالوالدين إحسانا أو يكوننصبا على تقدير استوصوا بالوالدين إحسانافيكون مفعولا به.
المعنى
لما أمر سبحانه بمكارم الأخلاق في أمراليتامى و الأزواج و العيال عطف على ذلكبهذه الخلال المشتملة على معاني الأمور ومحاسن الأفعال فبدأ بالأمر بعبادته فقال«وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوابِهِ شَيْئاً» أي وحدوه و عظموه و لاتشركوا في عبادته غيره فإن العبادة لاتجوز لغيره لأنها لا تستحق إلا بفعل أصولالنعم و لا يقدر عليها سواه تعالى «وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» أي فاستوصوابهما برا و إنعاما و إحسانا و إكراما و قيلإن فيه إضمار فعل أي و أوصاكم اللهبالوالدين إحسانا «وَ بِذِي الْقُرْبىوَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ» معناهأحسنوا بالوالدين