جرمت و أجرمت بمعنى و قيل معنى «لايَجْرِمَنَّكُمْ» لا يدخلنكم في الجرمكما يقال أثمته أي أدخلته في الإثم و تقولوعدت الرجل تريد الخير و أوعدت الرجل تريدالشر فإذا ذكرت الموعود قلت فيهما جميعاوعدته و أوعدته فقوله سبحانه «وَعَدَاللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا» يدل علىالخير ثم بين ذلك الخير فقال لهم مغفرة.
الإعراب
قوامين نصب بأنه خبر كان شهداء نصب علىالحال و قوله «لَهُمْ مَغْفِرَةٌ» جملةوقعت موضع المفرد كقول الشاعر:وجدنا الصالحين لهم جزاء و جنات و عيناسلسبيلا و تكون الجملة التي هي «لَهُمْمَغْفِرَةٌ» في موضع نصب و لذلك عطف فيالبيت و عينا نصب على الموضع و يحتمل أنيكون موضع «لَهُمْ مَغْفِرَةٌ» رفعا ويكون الموعود به محذوفا.
المعنى
لما ذكر سبحانه الوفاء بالعهود بينسبحانه أن ما يلزم الوفاء به ما ذكر فيالآية فقال تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ» أي قائمين«لِلَّهِ» أي ليكن من عادتكم القيام للهبالحق في أنفسكم بالعمل الصالح و في غيركمبالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و يعنيبقوله «لِلَّهِ» افعلوا ذلك ابتغاءمرضاته الله «شُهَداءَ بِالْقِسْطِ» أيبالعدل و قيل معناه كونوا دعاة لله مبينينعن دين الله بالعدل و الحق و الحجج لأنالشاهد يبين ما يشهد عليه و قيل معناهكونوا من أهل العدالة الذين حكم اللهتعالى بأن مثلهم يكونون شهداء على الناسيوم القيامة «وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْشَنَآنُ قَوْمٍ» قد ذكرنا معناه في أولالسورة قال الزجاج من حرك النون من«شَنَآنُ» أراد بغض قوم و من سكن أراد بغيضقوم ذهب إلى أن الشنآن مصدر و الشنآنبالسكون صفة «عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا»أي لا يحملنكم بغضهم أي بغضكم إياهم و علىالقول الآخر فتقديره لا يحملنكم بغيض قومو عدو قوم على ألا تعدلوا في حكمكم فيهم وسيرتكم بينهم فتجوروا عليهم «اعْدِلُوا»أي اعملوا بالعدل أيها المؤمنون فيأوليائكم و أعدائكم «هُوَ أَقْرَبُلِلتَّقْوى» أي العدل أقرب إلى التقوى«وَ اتَّقُوا اللَّهَ» أي خافوا عقابهبفعل الطاعات و اجتناب السيئات «إِنَّاللَّهَ خَبِيرٌ» أي عالم «بِماتَعْمَلُونَ»