خير إذا كسبهم خيرا و فلان جارحة أهله أيكاسبهم و لا جارحة لفلانة أي لا كاسبة لهاقال أعشى بني ثعلبة:
أي اكتسب.
«ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ» يحتمل أن يكون ماوحدها اسما و خبرها قوله ذا و أحل من صلة ذاو تقديره أي الذي أحل لهم و يحتمل أن تكونما ذا اسما واحدا مرفوعا بالابتداء و أحلخبره و تقديره أي شيء أحل لهم و«مُكَلِّبِينَ» نصب على الحال أي و ماعلمتم من الجوارح في حال مصيركم أصحابكلاب تعلمونهن في موضع نصب أيضا بأنه حالمن مكلبين و قوله «مِمَّا أَمْسَكْنَعَلَيْكُمْ» قيل إن من هنا زائدة لأن جميعما يمسكه مباح كقوله «وَ يُنَزِّلُ مِنَالسَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْبَرَدٍ» و تقديره و ينزل من السماء جبالافيها برد و ذكر في هذه الآية غير ذا منالوجوه سنذكرها إذا انتهينا إلى موضعها منالكتاب إن شاء الله تعالى و قيل إن منللتبعيض لأنه لا يجوز أن يؤكل جميع مايمسكه الكلب فإن في جملته ما هو حرام منالدم و الفرث و الغدد و غير ذلك مما لا يجوزأكله فمعناه فكلوا ما أباح الله لكم أكلهمما أمسكن عليكم.
عن أبي رافع قال جاء جبرائيل إلى النبي (ص)يستأذن عليه فأذن له و قال قد أذنا لك يارسول الله قال أجل و لكنا لا ندخل بيتا فيهكلب قال أبو رافع فأمرني رسول الله أن أقتلكل كلب بالمدينة فقتلت حتى انتهيت إلىامرأة عندها كلب ينبح عليها فتركته رحمةلها و جئت إلى رسول الله (ص) فأخبرته فأمرنيفرجعت و قتلت الكلب فجاءوا فقالوا يا رسولالله (ص) ما ذا يحل لنا من هذه الأمة التيأمرت بقتل كلبها فسكت رسول الله فأنزلالآية فأذن رسول الله في اقتناء الكلابالتي ينتفع بها و نهى عن إمساك ما لا نفعفيها و أمر بقتل العقور و ما يضر و يؤذي و عن أبي حمزة الثمالي و الحكم بن ظهيرة أنزيد الخيل و عدي بن حاتم الطائيين أتيارسول الله (ص) فقالا إن فينا رجلين لهما ستةأكلب تأخذ بقرة الوحش و الظباء فمنها مايدرك ذكاته و منها ما يموت و قد حرم اللهالميتة فما ذا يحل لنا من هذا فأنزل الله«فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَعَلَيْكُمْ» و سماه رسول الله (ص) زيدالخير.
لما قدم سبحانه ذكر المحرمات عقبه بذكر ماأحل فقال