مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 243
نمايش فراداده

مُسافِحِينَ» يعني أعفاء غير زانين بكلفاجرة و هو منصوب على الحال «وَ لامُتَّخِذِي أَخْدانٍ» أي و لا متفردينببغية واحدة خادنها و خادنته اتخذها لنفسهصديقة يفجر بها و قد مر معنى الإحصان والسفاح و الأخدان في سورة النساء «وَ مَنْيَكْفُرْ بِالْإِيمانِ» أي و من يجحد ماأمر الله بالإقرار به و التصديق له منتوحيد الله و عدله و نبوة نبيه (ص) «فَقَدْحَبِطَ عَمَلُهُ» الذي عمله و اعتقده قربةإلى الله تعالى و إنما تحبط الأعمال بأن لايستحق عليها ثواب «وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِمِنَ الْخاسِرِينَ» أي الهالكين و قيلالمعنى بقوله «وَ مَنْ يَكْفُرْبِالْإِيمانِ» أهل الكتاب و يكون معناه ومن يمتنع عن الإيمان و لم يؤمن و في قوله«فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ» هنا دلالة علىأن حبوط الأعمال لا يترتب على ثبوت الثوابفإن الكافر لا يكون له عمل قد ثبت عليهثواب و إنما يكون له عمل في الظاهر لو لاكفره لكان يستحق الثواب عليه فعبر سبحانهعن هذا العمل بأنه حبط فهو حقيقة معناه.

سورة المائدة (5): آية 6

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذاقُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواوُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَىالْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْوَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى‏ أَوْ عَلى‏سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَالْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَفَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُواصَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوابِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ مِنْهُ مايُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْمِنْ حَرَجٍ وَ لكِنْ يُرِيدُلِيُطَهِّرَكُمْ وَ لِيُتِمَّنِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْتَشْكُرُونَ (6)

القراءة

قرأ نافع و ابن عامر و يعقوب و الكسائي وحفص و الأعشى عن أبي بكر عن عاصم «وَأَرْجُلَكُمْ» بالنصب و الباقون و أرجلكمبالجر و قد ذكرنا اختلافهم في لامستم فيسورة النساء و سنذكر ما قيل في أرجلكم علىالقراءتين في المعنى لأن الكلام فيه يتعلقبما اختلفت فيه الأمة من القول بوجوب غسلالرجلين أو مسحهما أو التخيير بين الغسل والمسح أو وجوب الأمرين كليهما على ماسنبينه إن شاء تعالى.