أي بأعمالكم يجازيكم عليها «وَعَدَاللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا» أي صدقوابوحدانية الله تعالى و أقروا بنبوة محمد(ص) «وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ» أيالحسنات من الواجبات و المندوبات «لَهُمْمَغْفِرَةٌ» أي مغفرة لذنوبهم و تكفيرلسيئاتهم و المراد به التغطية و الستر «وَأَجْرٌ عَظِيمٌ» يريد ثوابا عظيما و الفرقبين الثواب و الأجر أن الثواب يكون جزاءعلى الطاعات و الأجر قد يكون على سبيلالمعاوضة بمعنى الأجرة و الوعد هو الخبرالذي يتضمن النفع من المخبر و الوعيد هوالخبر الذي يتضمن الضرر من المخبر «وَالَّذِينَ كَفَرُوا» أي جحدوا توحيد اللهو صفاته و أنكروا نبوة نبيه (ص) «وَكَذَّبُوا بِآياتِنا» [بآيات الله] أيبدلائله و براهينه «أُولئِكَ أَصْحابُالْجَحِيمِ» معناه أنهم يخلدون في النارلأن المصاحبة تقتضي الملازمة.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْإِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُواإِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّأَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ اتَّقُوااللَّهَ وَ عَلَى اللَّهِفَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)
الذكر هو حضور المعنى للنفس و قد يستعملالذكر بمعنى القول لأن من شأنه أن يذكر بهالمعنى و التذكر طلب المعنى لا طلب القول والهم بالأمر هو حديث النفس بفعله يقال همبالأمر يهم هما و منه الهم و هو الفكر الذييغم و جمعه هموم و أهمه الأمر إذا عنى بهفحدث نفسه به و الفرق بين الهم بالشيء والقصد إليه أنه قد يهم بالشيء قبل أنيريده و يقصده بأن يحدث نفسه به و هو مع ذلكمقبل على فعله.
ثم خاطب الله سبحانه المؤمنين و ذكرهمنعمته عليهم بما دفع عنهم كيد الأعداءفقال «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْإِذْ هَمَّ قَوْمٌ» أي قصدوا «أَنْيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ» واختلف فيمن بسط إليهم الأيدي على أقوال(أحدها) أنهم اليهود هموا بأن يفتكوا بالنبي (ص) وهم بنو النضير دخل رسول الله (ص) مع جماعةمن أصحابه عليهم و كانوا قد عاهدوه على تركالقتال و على أن يعينوه في الديات فقال (ص)رجل من أصحابي أصاب رجلين معهما أمان منيفلزمني ديتهما فأريد أن تعينوني فقالوانعم اجلس حتى نطعمك و نعطيك الذي تسألنا وهموا بالفتك بهم فإذن فأذن به رسوله فأطلعالنبي (ص) أصحابه