على ذلك و انصرفوا و كان ذلك إحدى معجزاته عن مجاهد و قتادة وأكثر المفسرين (و ثانيها) أن قريشا بعثوارجلا ليقتل النبي (ص) فدخل عليه و في يدهسيف مسلول فقال له أرنيه فأعطاه فلما حصلفي يده قال ما الذي يمنعني من قتلك قالالله يمنعك فرمى السيف و أسلم و اسم الرجلعمرو بن وهب الجمحي بعثه صفوان بن أميةليغتاله بعد بدر و كان ذلك سبب إسلام عمروبن وهب عن الحسن (و ثالثها) أن المعني بذلكما لطف الله للمسلمين من كف أعدائهم عنهمحين هموا باستئصالهم بأشياء شغلهم بها منالأمراض و القحط و موت الأكابر و هلاكالمواشي و غير ذلك من الأسباب التيانصرفوا عندها عن قتل المؤمنين عن أبي عليالجبائي (و رابعها) ما قاله الواقدي أن رسول الله (ص) غزا جمعامن بني ذبيان و محارب بذي أمر فتحصنوابرءوس الجبال و نزل رسول الله (ص) بحيثيراهم فذهب لحاجته فأصابه مطر قبل ثوبهفنشره على شجرة و اضطجع تحته و الأعرابينظرون إليه فجاء سيدهم دعثور بن الحرثحتى وقف على رأسه بالسيف مشهورا فقال يامحمد من يمنعك مني اليوم فقال الله و دفعجبرائيل في صدره و وقع السيف من يده و أخذهرسول الله (ص) و قام على رأسه و قال من يمنعكاليوم مني قال لا أحد و أنا أشهد أن لا إلهإلا الله و أن محمدا رسول الله فنزلت الآية و على هذا فيكون تخليص النبي (ص) مما هموابه نعمة على المؤمنين من حيث أن مقامهبينهم نعمة عليهم فلذلك اعتد به عليهم وقوله «فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ» أيمنعهم عن الفتك بكم «وَ اتَّقُوا اللَّهَ»ظاهر المعنى «وَ عَلَى اللَّهِفَلْيَتَوَكَّلِ» أي فليتق«الْمُؤْمِنُونَ» بنصر الله و ليتوكلواعليه فإن الله تعالى كافيهم و ناصرهم.
وَ لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِيإِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُاثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَ قالَ اللَّهُإِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُالصَّلاةَ وَ آتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَ أَقْرَضْتُمُاللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّعَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِيمِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْكَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (12)