حركتها إلى الزاي كما تقول رأيت خبأ تريدخباء.
الهزء السخرية و هو إظهار ما يلهي تعجبامما يجري قال الله تعالى «وَ لَقَدِاسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ» وقال الشاعر:
قيل كان رفاعة بن زيد بن التابوت و سويد بنالحرث قد أظهرا الإسلام ثم نافقا و كانرجال من المسلمين يوادونهما فنزلت الآيةعن ابن عباس.
ثم أكد سبحانه النهي عن موالاة الكفارفقال «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوادِينَكُمْ هُزُواً وَ لَعِباً» أي أظهرواالإيمان باللسان و استبطنوا الكفر فذلكمعنى تلاعبهم بالدين «مِنَ الَّذِينَأُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ» يعنياليهود و النصارى «وَ الْكُفَّارَ» بالجرأي و من الكفار «أَوْلِياءَ» بطانة وأخلاء فيكون الهزء من الكتابي و من المشركو المنافق و يدل على استهزاء المشركينقوله سبحانه «إِنَّا كَفَيْناكَالْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَيَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ»و يدل على استهزاء المنافقين قوله «وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْقالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُمُسْتَهْزِؤُنَ» و كل من ذكرنا منالمشركين و المنافقين و من لم يسلم مناليهود و النصارى يقع عليه اسم كافر يدلعلى ذلك قوله «لَمْ يَكُنِ الَّذِينَكَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ» فإذا وقععلى المستهزءين اسم كافر حسن أن يكون قوله«وَ الْكُفَّارَ» تبيينا للاسم الموصول وهو الذي اتخذوا دينكم هزوا و لعبا كما كانقوله «مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَمِنْ قَبْلِكُمْ» تبيينا له و لو قال منالكفار فبين به لعم الجميع و لكن الكفاركان إطلاقه على المشركين أغلب فلذلك فصلبينهما و أما القراءة بالنصب فمعناه لاتتخذوا المستهزءين من أهل الكتاب و لاتتخذوا الكفار أولياء «وَ اتَّقُوااللَّهَ» في موالاتهم بعد النهي عنها«إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» بوعده ووعيده أي ليس من صفات المؤمنين موالاة منيطعن في الدين فمن كان مؤمنا غضب لإيمانهعلى من طعن فيه و كافأه بما يستحقه من