مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 320
نمايش فراداده

المقت و العداوة.

سورة المائدة (5): آية 58

وَ إِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِاتَّخَذُوها هُزُواً وَ لَعِباً ذلِكَبِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (58)

اللغة

النداء الدعاء بمد الصوت على طريقة يافلان و أصله ندى الصوت و هو بعد مذهبه و صحةجرمه و منه قوله أناديك و لا أناجيك أيأعالنك الندا و لا أسر لك النجوى قال أبوذهيل:


  • و أبرزتها من بطن مكة بعد ما أصاتالمنادي بالصلاة فأعتما

  • أصاتالمنادي بالصلاة فأعتما أصاتالمنادي بالصلاة فأعتما

و أصل الباب الندو و هو الاجتماع يقال نداالقوم يندون ندوا أي اجتمعوا في النادي ومنه دار الندوة و ندى الماء لأنه يجتمعقليلا قليلا و ندى الصوت منه لأنه عن جرمالندى.

المعنى

ثم أخبر سبحانه عن صفة الكفار الذين نهىالله المؤمنين عن موالاتهم فقال «وَ إِذانادَيْتُمْ» أيها المؤمنون «إِلَىالصَّلاةِ» أي دعوتم إليها «اتَّخَذُوها»أي اتخذوا الصلاة «هُزُواً وَ لَعِباً» وقيل في معناه قولان (أحدهما) أنهم كانواإذا أذن المؤذن للصلاة تضاحكوا فيما بينهمو تغامزوا على طريق السخف و المجون تجهيلالأهلها و تنفيرا للناس عنها و عن الداعيإليها (و الآخر) أنهم كانوا يرون المناديإليها بمنزلة اللاعب الهازى‏ء بفعلهاجهلا منهم بمنزلتها «ذلِكَ بِأَنَّهُمْقَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ» و قيل فيه قولان(أحدهما) أنهم لا يعقلون ما لهم في إجابتهملو أجابوا إليها من الثواب و ما عليهم فياستهزائهم بها من العقاب (و الثاني) أنهمبمنزلة من لا عقل له يمنعه من القبائح ويردعه عن الفواحش قال السدي كان رجل منالنصارى بالمدينة فسمع المؤذن ينادي أشهدأن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسولالله فقال حرق الكاذب فدخلت خادمة له ليلةبنار و هو نائم و أهله فسقطت بشرارة فاحترقهو و أهله و احترق البيت.

سورة المائدة (5): آية 59

قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْتَنْقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّابِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَ ماأُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَ أَنَّأَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ (59)