مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 327
نمايش فراداده

قالوه بخلاف الحق «وَ أَكْلِهِمُالسُّحْتَ» أي الحرام و الرشوة «لَبِئْسَما كانُوا يَصْنَعُونَ» أي لبئس الصنعصنعهم حيث اجتمعوا على معصية الله و أنذرسبحانه علماءهم بترك التكبر عليهم فيماضيعوا منزلتهم فذم هؤلاء بمثل اللفظة التيذم بها أولئك و في هذه الآية دلالة على أنتارك النهي عن المنكر بمنزلة مرتكبة و فيهوجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.

سورة المائدة (5): آية 64

وَ قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِمَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُمَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ماأُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَطُغْياناً وَ كُفْراً وَ أَلْقَيْنابَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَإِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ كُلَّماأَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِأَطْفَأَهَا اللَّهُ وَ يَسْعَوْنَ فِيالْأَرْضِ فَساداً وَ اللَّهُ لا يُحِبُّالْمُفْسِدِينَ (64)

اللغة

اليد تذكر في اللغة على خمسة أوجه الجارحةو النعمة و القوة و الملك و تحقيق إضافةالفعل فالنعمة في قولهم لفلان عندي يدأشكرها أي نعمة قال عدي بن زيد:


  • و لن أذكر النعمان إلا بصالح فإن لهعندي يديا و أنعما

  • فإن لهعندي يديا و أنعما فإن لهعندي يديا و أنعما

جمع يدا على يدي كالكليب و العبيد و حسنالتكرار لاختلاف اللفظين و اليد للقوة فينحو قوله تعالى أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ أي ذوي القوى و العقول و أنشدالأصمعي للغنوي:


  • فاعمد لما تعلو فما لك بالذي لا تستطيعمن الأمور يدان‏

  • لا تستطيعمن الأمور يدان‏ لا تستطيعمن الأمور يدان‏

يريد ليس لك به قوة و على هذا ما ذكرهسيبويه من قولهم لا يدين بها لك و معنى هذهالتثنية المبالغة في نفي الاقتدار و القوةعلى الشي‏ء و اليد بمعنى الملك في نحوقوله الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُالنِّكاحِ أي يملك ذلك و هذه الضيعة في يدفلان أي في ملكه و اليد بمعنى التوليللشي‏ء و إضافة الفعل في نحو قوله تعالىلِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أي لما توليتخلقه تخصيصا لآدم و تشريفا له بهذا و إنكان جميع المخلوقات هو خلقها لا غير و تقوليدي لك رهن بالوفاء