مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 407
نمايش فراداده

عن الحسن فكأنه اشترط التوبة و إن لم يكنالشرط ظاهرا في الكلام و إنما لم يقل فإنكأنت الغفور الرحيم لأن الكلام لم يخرجمخرج السؤال و لو قال ذلك لأوهم الدعاء لهمبالمغفرة على أن قوله «الْعَزِيزُالْحَكِيمُ» أبلغ في المعنى و ذلك أنالمغفرة قد تكون حكمة و قد لا تكون و الوصفبالعزيز الحكيم يشتمل على معنى الغفران والرحمة إذا كانا صوابين و يزيد عليهماباستيفاء معان كثيرة لأن العزيز هو المنيعالقادر الذي لا يضام و القاهر الذي لا يرامو هذا المعنى لا يفهم من الغفور الرحيم والحكيم هو الذي يضع الأشياء مواضعها و لايفعل إلا الحسن الجميل فالمغفرة و الرحمةإن اقتضتهما الحكمة دخلتا فيه و زاد معنىهذا اللفظ عليهما من حيث اقتضى وصفهبالحكمة في سائر أفعاله.

سورة المائدة (5): الآيات 119 الى 120

قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُالصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَاالْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداًرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُواعَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِوَ ما فِيهِنَّ وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ (120)

القراءة

قرأ نافع وحده يوم ينفع بالنصب و الباقونبالرفع.

الحجة‏

قال أبو علي من رفع يوما جعله خبر المبتدأالذي هو هذا و أضاف يوما إلى ينفع و الجملةالتي هي من المبتدأ و الخبر في موضع نصببأنه مفعول القول كما تقول قال زيد عمروأخوك و من قرأ هذا يوم ينفع احتمل أمرين(أحدهما) أن يكون مفعول قال تقديره قالالله هذا القصص أو هذا الكلام «يَوْمُيَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ»فيوم ظرف للقول و هذا إشارة إلى ما تقدمذكره من قوله «إِذْ قالَ اللَّهُ ياعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ» و جاء على لفظالماضي و إن كان المراد به الآتي كما قالوَ نادى‏ أَصْحابُ الْجَنَّةِ و نحو ذلك وليس ما بعد قال حكاية في هذا الوجه كما كانإياها في الوجه الآخر و يجوز أن يكونالمعنى على الحكاية و تقديره «قالَاللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ» أي هذا الذياقتصصنا يقع أو يحدث يوم ينفع و خبرالمبتدأ الذي هو هذا الظرف لأنه إشارة إلىحدث و ظروف الزمان تكون أخبارا عن الأحداثو الجملة في موضع نصب بأنها في موضع مفعولقال و لا يجوز أن تكون في موضع رفع و قد فتحلأن المضاف‏