على حين عاتبت المشيب على الصبا
فقلت ألما أصح و الشيب وازع
فقلت ألما أصح و الشيب وازع
فقلت ألما أصح و الشيب وازع
المعنى
لما بين عيسى بطلان ما عليه النصارى «قالَاللَّهُ» تعالى «هذا يَوْمُ يَنْفَعُالصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ» يعني ما صدقوافيه في دار التكليف لأن يوم القيامة لاتكليف فيه على أحد و لا يخبر أحد فيه إلابالصدق و لا ينفع الكفار صدقهم في يومالقيامة إذا أقروا على أنفسهم بسوءأعمالهم و قيل أن المراد بصدقهم تصديقهملرسل الله تعالى و كتبه و قيل أنه الصدق فيالآخرة و أنه ينفعهم لقيامهم فيه بحق اللهفعلى هذا يكون المراد به صدقهم في الشهادةلأنبيائهم بالبلاغ «لَهُمْ جَنَّاتٌتَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُخالِدِينَ فِيها أَبَداً» أي دائمين فيهافي نعيم مقيم لا يزول «رَضِيَ اللَّهُعَنْهُمْ» بما فعلوا «وَ رَضُوا عَنْهُ»بما أعطاهم من الجزاء و الثواب «ذلِكَالْفَوْزُ الْعَظِيمُ» هو ما يحصلون فيهمن الثواب قال الحسن فازوا بالجنة و نجوامن النار ثم بين تعالى عظيم قدرته و اتساعمملكته فقال «لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِوَ الْأَرْضِ وَ ما فِيهِنَّ» نزه تعالىنفسه عما قالت النصارى أن معه إلها فقال«لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» دون كل من سواه لقدرته عليهوحده و قيل أن هذا جواب لسؤال مضمر فيالكلام كأنه قيل من يعطيهم ذلك الفوزالعظيم فقيل الذي له ملك السماوات و الأرضو جمع السماوات و وحد الأرض تفخيما لشأنالسماوات «وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ» فهو يقدر على المعدومات بأنيوجدها و على الموجودات بأن يعدمها و علىكثير منها بأن يعيدها بعد الإفناء و علىمقدورات غيره بأن يقدر عليها و يمنع منها وقيل معناه أنه قادرعلى كل شيء يصح أن يكون مقدورا له كقوله«خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ» عن أبي عليالجبائي.