في النار «وَ ما ذا عَلَيْهِمْ» أي أيشيء عليهم «لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ أَنْفَقُوا مِمَّارَزَقَهُمُ اللَّهُ» قطع الله سبحانهبهذا عذر الكفار في العدول عن الإيمان وأبطل به قول من قال أنهم لا يقدرون علىالإيمان لأنه لا يحسن أن يقال للعاجز عنالشيء ما ذا عليك لو فعلت كذا فلا يقالللقصير ما ذا عليك لو كنت طويلا و للأعمىما ذا عليك لو كنت بصيرا و قيل معناه ما ذاعليهم لو جمعوا إلى إنفاقهم الإيمان باللهلينفعهم الإنفاق «وَ كانَ اللَّهُ بِهِمْعَلِيماً» يجازيهم بما يسرون إن خيرافخيرا و إن شرا فشرا فلا ينفعهم ما ينفقونعلى جهة الرياء و في الآية دلالة أيضا علىأن الحرام لا يكون رزقا من حيث أنه سبحانهحثهم على الإنفاق مما رزقهم و أجمعت الأمةعلى أن الإنفاق من الحرام محظور.
إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَذَرَّةٍ وَ إِنْ تَكُ حَسَنَةًيُضاعِفْها وَ يُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُأَجْراً عَظِيماً (40)
قرأ ابن كثير و نافع و إن تك حسنة بالرفع والباقون بالنصب و قرأ ابن كثير و ابن عامريضعفها بالتشديد و الباقون «يُضاعِفْها»بالألف.
من نصب «حَسَنَةً» فمعناه و إن تك زنةالذرة حسنة أو أن تك فعلته حسنة و من رفعهافمعناه و إن يقع حسنة أو أن يحدث حسنةفيكون كان تامة لا تحتاج إلى خبر و يضاعف ويضعف بمعنى واحد قال سيبويه يجيء فاعلت ولا يراد به عمل اثنين و كذلك قولهم ناولتهو عاقبته و عافاه الله قال و نحو ذلك ضاعفتو ضعفت و ناعمت و نعمت و هذا يدل على أنهمالغتان.
الظلم هو الألم الذي لا نفع فيه يوفي عليهو لا دفع مضرة أعظم منه عاجلا و لا آجلا ولا يكون مستحقا و لا واقعا على وجهالمدافعة و أصله وضع الشيء في غير موضعهو قيل أصله الانتقاص من قوله و لم تظلم منهشيئا فالظلم على هذا انتقاص الحق و الظلمةانتقاض النور بذهابه و سقاء مظلوم إذا شربمنه قبل أن يدرك و الظليم ذكر النعام لأنهيضع الشيء غير موضعه من حيث يحضن غيربيضة و أصل المثقال الثقل فالمثقال مقدارالشيء في الثقل و الثقل ما ثقل من متاعالسفر.
أصل تك تكون فحذفت الضمة للجزم لسكونها وسكون النون فأما سقوط