مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 75
نمايش فراداده


  • تيممت قيسا و كم دونه من الأرض من مهمةذي شزن‏

  • من الأرض من مهمةذي شزن‏ من الأرض من مهمةذي شزن‏

و قال آخر:

(تيممت دارا و يممن دارا) و قد صار في الشرع اسما لقصد مخصوص و هو أنيقصد الصعيد و يستعمل التراب في أعضاءمخصوصة و الصعيد وجه الأرض من غير نبات ولا شجر و قال ذو الرمة:


  • كأنه بالضحى ترمي الصعيد به ذبابة فيعظام الرأس خرطوم‏

  • ذبابة فيعظام الرأس خرطوم‏ ذبابة فيعظام الرأس خرطوم‏

و قال الزجاج الصعيد ليس هو التراب إنماهو وجه الأرض ترابا كان أو غيره و إنما سميصعيدا لأنه نهاية ما يصعد إليه من باطنالأرض.

الإعراب

«وَ أَنْتُمْ سُكارى‏» جملة منصوبةالموضع على الحال و العامل فيه تقربوا و ذوالحال الواو من تقربوا و قوله «جُنُباً»إنما انتصب لكونه عطفا عليه و المراد بهالجمع و عابري سبيل منصوب على الاستثناء وتعلموا منصوب بإضمار أن و علامة النصبسقوط النون ثم إنه مع أن المضمرة في موضعالجر بحتى و الجار و المجرور في موضع النصببكونه مفعول تقربوا و كذلك قوله «حَتَّى‏تَغْتَسِلُوا» و قوله «عَلى‏ سَفَرٍ» فيموضع نصب عطفا على قوله «مَرْضى‏» وتقديره أو مسافرين.

المعنى

لما أمر سبحانه في الآية المتقدمةبالعبادة ذكر عقيبها ما هو من أكبرالعبادات و هو الصلاة فقال «يا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُواالصَّلاةَ» أي لا تصلوا و أنتم سكارى عنابن عباس و سعيد بن جبير و مجاهد و ابن زيدو قيل معناه لا تقربوا أماكن الصلاة أيالمساجد للصلاة و غيرها كقوله وَ صَلَواتٌأي مواضع الصلوات عن عبد الله و سعيد بنالمسيب و الضحاك و عكرمة و الحسن و يؤيدهذا قوله إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ فإنالعبور إنما يكون في الموضع دون الصلاة وقوله «وَ أَنْتُمْ سُكارى‏» أي نشاوى واختلف فيه على قولين (أحدهما) أن المراد به سكر الشراب عن ابن عباس ومجاهد و قتادة قالوا ثم نسخها تحريم الخمرو روي ذلك عن موسى بن جعفر (ع) و قد يسأل عن هذا فيقال كيف يجوز نهيالسكران في حال السكر مع زوال العقل و أجيبعنه بجوابين (أحدهما) أنه قد يكون سكران منغير أن يخرج من نقصان العقل إلى ما لا يحملالأمر و النهي (و الآخر) أن النهي إنما ورد