مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 11
نمايش فراداده

حذف المضاف و يكون المعنى فحاق بهم العذابالذي كانوا يسخرون من وقوعه.

سورة الأنعام (6): الآيات 11 الى 13

قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُالْمُكَذِّبِينَ (11) قُلْ لِمَنْ ما فِيالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِكَتَبَ عَلى‏ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَلَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى‏ يَوْمِالْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَخَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لايُؤْمِنُونَ (12) وَ لَهُ ما سَكَنَ فِياللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ هُوَالسَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13)

الإعراب‏‏

قال الأخفش «الَّذِينَ خَسِرُواأَنْفُسَهُمْ» بدل من الكاف و الميم فيليجمعنكم و قال الزجاج هو في موضع رفع علىالابتداء و خبره «فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ»لأن ليجمعنكم مشتمل على سائر الخلق الذينخسروا أنفسهم و غيرهم قال و اللام فيليجمعنكم لام قسم فجائز أن يكون تمامالكلام كتب ربكم على نفسه الرحمة ثماستأنف فقال ليجمعنكم و المعنى و اللهليجمعنكم و جائز أن يكون ليجمعنكم بدلا منالرحمة مفسرا لها لأنه لما قال كتب ربكمعلى نفسه الرحمة فسر رحمته بأنه يمهلهمإلى يوم القيامة ليتوبوا.

المعنى‏‏

ثم خاطب سبحانه نبيه (ص) فقال «قُلْ» يامحمد لهؤلاء الكفار «سِيرُوا فِيالْأَرْضِ» أي سافروا فيها «ثُمَّانْظُرُوا» و النظر طلب الإدراك بالبصر وبالفكر و بالاستدلال و معناه هنا فانظروابأبصاركم و تفكروا بقلوبكم «كَيْفَ كانَعاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ» المستهزءين وإنما أمرهم بذلك لأن ديار المكذبين منالأمم السالفة كانت باقية و أخبارهم فيالخسف و الهلاك كانت شائعة فإذا سار هؤلاءفي الأرض و سمعوا أخبارهم و عاينوا آثارهمدعاهم ذلك إلى الإيمان و زجرهم عن الكفر والطغيان ثم قال «قُلْ» يا محمد لهؤلاءالكفار «لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» الله الذي خلقهما أم الأصنامفإن أجابوك فقالوا الله و إلا ف «قُلْ» أنت«لِلَّهِ» أي ملكهما و خلقهما و التصرففيهما كيف يشاء له «كَتَبَ عَلى‏نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ» أي أوجب على نفسهالإنعام على خلقه و قيل معناه أوجب علىنفسه الثواب لمن أطاعه و قيل‏